علي أبو الريش
لأن العلاقات الإماراتية - السعودية ذات قيمة وشيمة مميزة، ولأن المملكة العربية السعودية تقف عند ناصية الوجيب من القلب الإماراتي، كان هذا المشهد المهيب لوفد الإمارات في التعزية في رحيل قائد ملأ الكون العربي والعالمي صيتاً وصوتاً، كانت الصورة معبرة عن المعنى وعن المغزى في هذه العلاقات التي تجمع بين الأشقاء، ولأن السعودية أخذت مجمل الصورة في الحدث والسرد وفي البوح وفي الشرح، والإمارات التي تعرف القراءة جيداً وتعني ما تفعل وتستوعب ما يحدث، لذلك كان للحدث الجلل دويه وأداؤه وأدواؤه في القلوب، ما جعل الصورة تمتلئ بالملامح المؤثرة وتتشح بلون الفقدان وأثره على الساحة الإماراتية خاصة والعالم بشكل عام.
والإمارات بنخوة الأوفياء وصبوة المنتمين إلى الحقيقة، كانت للصدمة في رحيل الملك عبدالله بن عبدالعزيز زلزلتها في الأفئدة، كانت للخبر المؤلم نكبته على من أحب السعودية وأهلها وقيادتها.
الوفد الرفيع في وداع الملك، كان بمقدار مكانة السعودية في النفوس وبحجم الإحساس بالخسارة لرحيل رجل نذر نفسه لتحقيق السلام والوئام في العالم أجمع، ونبذ الإرهاب بأشكاله وألوانه.
الملك عبدالله لم يفتح النوافذ في السعودية فحسب وإنما شرعها في النواحي المختلفة من العالم، واتخذ من القضايا الجوهرية جوهر تطلعاته ومحور انطلاقته باتجاه الحلول التي تعيد الحق لأصحابه.. لذلك فإن الإمارات بحكمة قيادتها وحنكة سياستها.. أبدت كل القناعة والرضا لما قام به الملك عبدالله فأيدت وساندت وساهمت وعززت المواقف في سبيل تشييد بناء إنساني قوي ورصين في مواجهة أعداء الحق وكارهي الحقيقة.
الإمارات أحبت الملك عبدالله حكومة وشعباً لأنها وجدت في شخصه المثال الإنساني الذي يمكنه تحقيق المبادئ السامية ودحر قوى الشر وترسيخ عوامل الوحدة الإنسانية ودعمها بالفكر والعمل حتى يصفو الفضاء العالمي من غبار الحروب وسعار الخطوب وأوامر النيران التي يشعلها أعداء الحرية وخصوم الحقيقة.. الإمارات هي هكذا دوماً القلب الذي لا ينضب معينه من الحب.