علي أبو الريش
الماضي يطوي سجله ويمضي، بعد عقود من التيه والضياع في الأسئلة.. اليوم، المواطن يعزف لحن الخلود ويؤكد الوجود في مواقع العمل، منتمياً إلى وطنه، متصافياً مع نفسه، رافعاً راية هيّا إلى العمل، بكل صفاء ونبل من أجل وطن يرتفع بسواعد الأبناء الذين وسعوا حدقة الأمل، ووضعوا حق الوطن في المهج والمقل سائرين نحو غايات ورايات ونهايات قصوى بالأمنيات والطموحات لأن الطريق إلى النجاح مفتوح حتى آخره، وأدوات الصلاح وافرة زاخرة، زاهرة، مزدهرة، بكل ما يلبي الرغبات.
اليوم في كل دائرة أو وزارة أو مؤسسة تجد السمات الصحراوية، ترفرف بأوراق النخلة الإماراتية، تجد الابتسامة تفرد أجنحة الفرح، لأنّ الوطن، أثرى القلوب بما يبهج ويثلج ويمزج ما بين الحلم والواقع، ويعطي بسخاء ورخاء دون كلل أو ملل، الوطن الذي تدير دفته قيادة يقينها أن لا نجاح ولا فوز بالرقي والتطور إلا بتكاتف الجهود وتحالف الباب الخير لأجل ساعة النصر على التخلف والشظف.. اليوم تسير قافلة الوطن مؤزرة بمشاعر الحب، والوفاء، فالمواطن يغدق مواقع العمل، بجهد وكد وكدح، ويستدعي جل قدراته ويكثف كل إمكاناته من أجل أن يحقق وجوده ويسد حاجة الوطن بما يرفعه ويعلي رايته، ويجعله في مقام الدول المتقدمة، بل وفي مقدمة الصفوف، وعند هامات الأمل المنشود. والماضي الذي كان مر من هنا ثم تلاشى، متحاشياً لحظة الوعي الوطنية، متفادية ساعة النهوض المذهلة، وصعود الجياد قمّة الجبل هناك عند أشجار التقدم والتطور والتصدر الحقيقي لمعنى تآلف الوجدان الوطني، واستقراره، طمأنينته.. اليوم الماضي لم يعد أسير الحاجة والكلف، وتلف النفوس، اليوم الماضي يتولى مدبراً أمام العيون المحدقة في المستقبل كأنها الورود الطالعة من أغصان أشجار يانعة يافعة مترعة، بفلسفة العطاء بلا حدود ولا صدود.. الماضي يذهب بلا رجعة والحاضر يمسك بأنامل المستقبل، ليخط المواطن الشغوف رسالة حب وينحت أسطورة العطاء على أرض الواقع أسطورة التفاني والتضحية، من أجل أن تظل الإمارات دوماً طائراً يرفع النشيد عالياً، وغصناً يهفهف، بألحان، الوثبات الوطنية وهبات ذوي النخوة والشهامة، الذين يضعون حق الوطن فوق كل اعتبار، الذين يحبون الوطن كما يحبون أنفسهم وأبناءهم اليوم كل شيء يتغير ويتلون بألوان العشق، مرسومة بقلائد وقصائد وفرائد، تؤكد أن التاريخ الإنساني يبدأ من هذه الأرض وأن ثقافة الحب تبدأ من هنا من الإمارات أرض الخير والعطاء المسترسل بأنهار العذوبة، وبحار الزرقة الصافية.. اليوم أمر وغداً فخر وسهر على منجز حضاري يستحق أن يغسل بماء الذهب يستحق أن ينحت على صفحات التاريخ بكل اعتزاز وأن الإنجاز مذهل، ولأن العطاء هائل، ولأن التدفق الوجداني يفيض فيض أضواء النجوم على صفحات الأرض.. اليوم الماضي يتحدَّث بلغة المستقبل، والمستقبل ناطق رسمي باسم هذا الوطن المستقبلي، الراقي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى للرقي