بقلم : علي أبو الريش
منفتحون باتجاه الآخر، ونسير على سجادة حريرية تحملنا خطواتنا بوثبات الجياد، سواحلنا مراسٍ لطيور القارات، وفضاءاتنا غيمات تبلل شفاه الظامئين، وأرضنا بستان لغزلان اللهف والشغف، وإنساننا يقود مرحلته بطائرة بخمسة أجنحة، أولاً الحب، وثانيها الإرادة، وثالثها الحرية، ورابعها الشفافية، وخامسها القناعة من أن لا تطور ولا رقي إلا بمد اليد للآخر كضفة أخرى لنهر الحياة.
نحن الذين نسعى إلى الآخر كما يسعى لنا، نستقبله بقلوب أصبحت أشجاراً وارفة بأوراق الحب، وعقول صارت جداول لأنهار العذوبة، ولغة فتحت معجمها كي تصبح فناءً يحتفي بتغاريد طيور العالم.
منفتحون، وما الحياة إلا بحر زعانف، أسماكه تلونها عيون الناس المضاءة بالحب، وملحه من عرق الذين اجتهدوا وجاهدوا في سبيل التواصل وتأصيل أشرعة الوجود بالسفر الطويل نحو غايات وغابات الآخر المشجرة بالأحلام وبياض الأيام.
هكذا دائماً وأبداً يلهج لسان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، باسم الحب والانتماء إلى عالم البياض، والذهاب دوماً نحو الآخر، لأنه طرف النماء والانتماء إلى حالة الكون الواحد. وها هي الإمارات وعلى النهج القويم تستقيم، وتقيم مضاربها عند حقول التآخي والانسجام، ها هي الإمارات بهذا السلوك الإنساني الرائع تخضب كفوف مشاريعها العملاقة بحناء المجد والفوز دائماً، واحتلال المراكز الاستثنائية، ها هي الإمارات من واحة شفافية أهلها، استطاعت أن تقف عند قامات وهامات عالية، عجز الكثيرون عن لمس ثوبها، وها هي الإمارات تضرب المثل في قوة الذات ودلالة المسعى.
وهي النموذج اليوم الذي تحتذى به الأمم، لماذا؟، لأن عبقرية المكان الصحراوي أنتجت عقولاً تفضي إلى فضاءات، وتتجه نحو مساحات مزروعة بملكات الإبداع وملهمات الاختراع، والنهر جارٍ، والعطاء يسري في عروق الأرض، كأنه الجداول المترعة بالحنين إلى الإنجازات المتوالية.
هذه هي الإمارات يسألونك عنها، فقل إنها الرونق المتألق المتدفق، والناسك المتعبد في محاريب الانثيال الدائم نحو التطور. هذه الإمارات نورس البحر، يفتش عن مجد صولاته في تلافيف الماء وفي عقل الأعماق، ويسأل الغواص دائماً عن دره، فإذا بالدر يسكن فوق الأرض عند يابسة التراب الأصيل، وعند شغاف الذين يرتلون الحكم، ويتلون الخطط الإنتاجية بخطوات ثابتة واثقة، راسخة وأكيدة. هذه الإمارات على لسان الطير تغريدة، وعند أطراف الأغصان حفيف، وعلى ظهر الموجة هدير، وعند شفة الجداول موال.