بقلم : علي أبو الريش
تضيئونا هذه الهبّات المباركة بهِبات وقفية تنفع المعرفة وترفع من مقام العلم، وتدفع بالعقل نحو الابتكار والإبداع وحسن اليراع. في مناطق العقل، يقف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، منارة وإشارة وقيثارة ونخوة العشاق عند شغاف النجمة الوضاءة، عند شفة الغيمة الممطرة، وها نحن نتجلى والكواكب ضياء وفضاء مسفراً، نخطو نحوه، نحو أشجاره المورقة، نحو أزهاره المتألقة، نحوه، فارساً، حادساً، حارساً، سائراً نحو القصيدة ببحور أمواجها البيضاء، أبيات شعر وثمر وزهر وسِبر ونهر يغدق أعشابنا بالعذوبة، يملؤنا بالفرح ويلون حياتنا بالسعادة، ويذهب بنا نحو غايات المجد والوجد والجد والتجدد والتمدد وامتداد المعرفة حتى آخر المدى.
سموه أطلق مشاريع للمعرفة بخمسة مليارات درهم من أجل استقامة العود، ومن أجل الصعود، ومن أجل وعود تغسل الأرض، وتنبت المعاني المجللة بالفطنة، وتشيع وعداً إنسانياً مكللاً بالأمان والاطمئنان.
بهذه الهبّات وهذه النفحات وهذه السجايا والمزايا، أصبحت الإمارات منطقة زاخرة بالأحلام، زاهية بالأيام، باهرة بالأقلام، تنفض أجنحة المعرفة، فيتساقط السعد جنياً.
يا الله، يا هذه الدار، ويا هذه الوقفات عند محاريب الدهشة تصيب بالرعشة وأنت.. أنت المعنى تناظر عن قرب هذا الزخم الرهيب، هذا الدعم المهيب للإنسان ولعقله ولإنسانيته ولحبه الذي أصبح شجرة عملاقة ترتوي من ضفاف نهر أسطوري، وترفع النشيد عالياً للسماء، للطير، شكراً لأصحاب الخير، شكراً للذين يزخرفون حياة الناس بالثقة، وينحتون سبورة الزمن، بحبر وسبر وطور، من أجمل لحن، شكراً لهؤلاء الأفذاذ عشاق القصيدة، رواد المعاني الفريدة، قادة بلدنا، سادة، جعلوا السيادة للحكمة وصنعوا من الفطنة مساحة واسعة، شاسعة، ناصعة، ساطعة، تطبع على الجباه علامة من علامات التفرد والتجرد والانعطاف دائماً باتجاه دروب زرعت بياسمين النصر وزعفران الفوز بالمراكز الأولى وقرنفل الاستثنائية.
رجال هباتهم وثبات الجياد، وهِباتهم نثات المطر، ووقفاتهم شموخ الجبال ورسوخ النخل النبيل، رجال يقدمون دروساً للعالم في التداخل مع الآخر، وفي شحذ الروح البشرية لأن تكون بستاناً من أجنحة الطير، وفستاناً من حرير الحب.
رجال يسكبون الكلام حلماً واقعياً فيكسبون أفئدة الناس، فيسكنون في مقلة الوريد في لب الشريان.