علي أبو الريش
من نهج زايد الخير وحكمة المؤسس، تنفس الصبح ببوح كان الشهد والمهد لغد، حاضره بناة سابقوا الزمن ليضعوا الإنسان عند هامات السحب ومن دون حجب أمطر الشفاة عذب المعنى وصدق النوايا ورهافة المنطق والعقل، هو ضمير هذه القلوب المحبة، هذه الأرواح الأشف من نسمات الهواء، عندما تتدفق موجاتها ببياض السجية ونصوع الطوية.
الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي العهد الأمين، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة يقف أمام الله والوطن يحدق في الوجوه، متدفقاً بالمفردات التي لامست الشغاف وأيقظت في الأرواح أجنحة التحليق في فضاءات المستقبل، إذ أكد سموه «سنحتفل ولا نحزن عند نضوب النفط بعد خمسين عاماً، إذا استثمرنا في التعليم» لأن سموه على يقين من أن التعليم هو اللوح المحفوظ، وهو السند والعضد والمدد والسؤدد لمواطن يرتجى منه دائماً أن يكون المضغة الحية شمالاً في الصدر، أن يكون النهر والبحر والفجر والجذر والنحر.. وهذا هو عشم القيادة بالإنسان، ليشد البنيان ويرفع البنان، ببيان من دون نقصان لأنه المواطن الذي اشتق منه الوطن اسمه ورسمه ونعمه.
محمد بن زايد.. بروح الأوفياء والنجباء أعلنها صراحة ومن غير تضمين أو تخمين من أن البيت متوحد، بروح الاتحاد، وإقبال الآلاف على الخدمة الوطنية، وأن هذه المنجزات العظيمة ما هي إلا نتاج جهد وكد وكدح، ولن يحفظ ودها إلا الأبناء الأبرار، والسواعد السمر، التي هي الأشجار على أغصانها تورق الآمال والأمنيات وتنبت الأحلام زاهية مشرقة كما هي الأقمار في عز تألقها وبريقها.
محمد بن زايد.. بتواضع الكبار وحكمة الأبرار تحدث بلغة الجمع وبث الكلام كنثات أروت عقولاً وقلوباً وأسقت أديم الأرض من رقراق الجمال الروحي حين أفرد الذراعين ليقول للناس أجمعين نحن شركاء في البناء، وكل مواطن في أي موقع هو مسؤول عن مكانه ليحمي عرين الوطن من كل حاقد وحاسد.. ويصبح الوطن شجرة نحن جميعاً أوراقها الخضراء.