مأزق العقل

مأزق العقل

مأزق العقل

 صوت الإمارات -

مأزق العقل

علي أبو الريش

العقل المأزوم، ينحو باتجاه التمرد، والخروج عن الطوق، بأي شكل من أشكال الدفاع عن الذات المهشمة.. ماذا يفعل الديني ضد الليبرالي، وماذا يفعل الليبرالي ضد الدين وماذا يفعل الاثنان ضد الثوابت الدينية والوطنية.
فعندما يكون المنحى هو طعن الوطن وتحت أي مسمى، فإن النتيجة تكون اختلاس الواقع واقتناص فرص الانقضاض للقضاء على الموجود لإيجاد حلول، تبدو براقة ولكن في مضمونها فاشلة، لا تقدم حلاً وإنما تضع أزمات أولها، تحطيم المنجز الوطني، وآخرها تهشيم الثوابت الوطنية، وإحالة الوطن إلى مجموعة قصاصات تالفة أو فتات أوراق صفراء وهذا ما نشهد بعد أن وضعت الحرب أوزارها في الربيع العربي، وبعد أن طارت الطيور القديمة بأرزاقها وبقي الربيعيون يتخاصمون على قطع الأرض، ولا يتقاسمون إلا العداء ما بين الفرق المتحاربة، وكل يأتي بمبرراته التي لا تسمن ولا تغني من جوع.

فالليبرالي الذي صفق للحرية المزعومة، أصبح اليوم في مأزق الحرب الطاحنة مع الدين الذي لم يملك من زمانه سوى فكرة الموت والقضاء على الآخر بأي صورة من الصورة، ولم يكن ليحصل مثل هذا التناطح الدموي، لولا بروز العقل المأزوم والواقع تحت سطوة أنا فرغ محتواها، وأصبحت تهيم في وادٍ سحيق، غير ذي زرع، وصار العقل، مثل الكائن المهزوم، والمطارد بأنياب ومخالب، وليس أمامه إلا نطح الأرض بقرنين متهالكتين متهاوتين.

اليوم وبعد مرور سنوات من الربيع العربي، نجد أن العقل المأزوم، قد وقع في خدع بصرية مثلما يقع المرضى النفسانيون، تحت وطأة الصور الوهمية، لأشكال وأشخاص، وأساطير وخرافات تؤرق مضاجعهم.. ولن يخرج العقل من أزمته إلا إذا استطاع الإنسان أن يحمي نفسه من سطوة الوهم، ومن التحرر من سبات الأنا على فراش الأنانية البغيضة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مأزق العقل مأزق العقل



GMT 20:38 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

المخرج الكوري والسعودية: الكرام إذا أيسروا... ذكروا

GMT 20:38 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

هل سيكفّ الحوثي عن تهديد الملاحة؟

GMT 20:37 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

برّاج في البيت الأبيض

GMT 20:36 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

الاستعلاء التكنوقراطي والحاجة إلى السياسة

GMT 20:36 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

مخاطر مخلفات الحروب

GMT 20:35 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

ماذا عن التشكّلات الفكرية للتحولات السياسية؟

GMT 20:35 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

أسعار النفط تحت تأثيرات التطورات الجيوسياسية

GMT 20:34 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

إعادة الاعتبار للمقاومة السلمية

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 02:40 2025 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

أخطاء شائعة تؤثر على دقة قياس ضغط الدم في المنزل

GMT 09:01 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

يبشرك هذا اليوم بأخبار مفرحة ومفيدة جداً

GMT 17:54 2017 الأربعاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زيت النخيل مفيد لكن يظل زيت الزيتون هو خيارك الأول

GMT 04:49 2019 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

وحيد إسماعيل يعود لصفوف الوصل

GMT 19:51 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

شركة "سامسونغ" تحدد موعد إطلاق أول هواتفها القابلة للطي

GMT 22:19 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

تعرف إلى خطة مدرب الشارقة لمواجهة الوحدة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates