علي أبو الريش
بمنطق العقل يرقى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بالمقل بأن تفصح عن رؤية واضحة تجاه المحيط والسواحل. من أجل مناهل تروي النفوس بعذوبة التواصل من دون رواسب، أو نواكب، أو شوائب، أو خرائب، أو مصائب.
سموه يضع الإصبع على الجرح ليشير ببنان وبيان أن الإنسان لا يسعد إلا بإسعاد الآخرين ولا يهنأ إلا بافتراش شرشف المحبَّة معطراً بعبير التصالح والتسامح، والانسجام، والالتئام، والاحترام.
الإمارات بفضل هذه السياسة الشفيفة استطاعت أن تبني مجد التحليق في فضاءات وسيعة والتحديق في آفاق شاسعة وتحقيق جودة النشوء والارتقاء وتأسيس وضع اجتماعي امتاز بالبياض وتميز بالنصوع وتفرد بالشفافية، حتى أصبحنا اليوم مضرب المثل، والنموذج المحتذى به والقدوة التي يشار إليها بالرمش والحاجب، ولأننا سرنا في المجال الواسع من دون عقبات ولا هنَّات.
صارت بلادنا سفينة تشق عباب النهر مظللة بأشجار الأمان والاطمئنان. ولأننا حققنا مشروعنا الحضاري، بالتكاتف والتآلف، صرنا نقف عند هامات السحب، مستمطرين الغيمة بنثَّات وهفهفات ورفرفات أرخت شلالاً يفيض بالأحلام الزاهية.
مجتمع هزم الكراهية، وروّض مخالب الحقد، استطاع أن يصل إلى قمة الجبل من دون وخزات أو أنات، استطاع أن يرقى التعاريج، بأقدام ثابتة وخطوات واثقة وأنفاس لا يخضها خضيض، ولا يرضها رضيض، ولا يساورها حضيض مجتمع يجمعه الحب، جدير بأن يكون نجماً تدور في فلكه الكواكب والأقمار، كفيل بأن يصنع من التفوق سحابات ممطرة، ونجوماً مضيئة، وأنهاراً تفيض بالعز والكرامة.
مجتمع غادر منطقة الفرقة من أمد بعيد، يستحق أن يكون استثنائياً براية النجاح، وسارية الفلاح، والمضي قدماً نحو المحسنات البديعية، في لغة الانتماء للوطن والولاء للقيادة والوفاء للأرض التي أعطت وأسخت وأثرت وأجزلت في تدفق مشاعر الحب، والإحساس الجميل، بأن الناس سواسية كأسنان المشط.
وعندما نقرأ دفتر الواقع، نشعر أننا أمام قصيدة عصماء - حبرها من دفق الدماء الزكية، وحروفها من نبضات القلوب الوفية. نشعر بأننا المحور والجوهر لعالم يدور حول فلكنا فنعتز ونفخر وترتفع قاماتنا وتتعملق أعناقنا وتتسع أحداقنا ونمتلك الإرادة لنقول نعم نحن الأجمل، ونحن الأكمل، ونحن الأفضل، والفضل يعود لذوي الفضل الذين أسسوا مجتمع الفضيلة.