علي ابو الريش
في حديث شائق لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أبدى سموه مشاعر قلما تحضر لدى حاكم وتربطه بأناسه وشعبه، وليس هذا بغريب على قادة البلد؛ لأن الإمارات تقع في محيط سياسي واجتماعي وثقافي مزدهر بأسباب الحب ومشاعر الألفة، ما جعل العلاقة بين الشعب والحاكم كعلاقة الماء بالشجرة، والشجرة بالأرض، والأرض بالإنسان، والإنسان بقلبه، والقلب بالجسد، والجسد بالروح، والروح بالشفافية، والشفافية بالحياة، والحياة بالتطور، والتطور باستمرار الحضارات في النمو والارتقاء، والارتقاء بتأكيد الوجود الإنساني، وكعلاقة الوجود الإنساني بالخالق الذي أوجد الإنسان ليكون خليفة في الأرض يعمرها بأشجار الحب ويزدهر بالحب ويفتخر بأنه كائن سليل النجابة لا تشوبه كراهية ولا يعكره حقد.
كلمات صاحب السمو الشيخ سلطان كانت بمثابة فلسفة حياة مبتعثة من عقل إنسان أحب الأرض وأحب الناس فحبب خلقه فيه.. هكذا هي المعادلة البشرية عندما تزدهر القلوب بالحب تثمر أشجار الوطن بالعطاء والانتماء والولاء، فتبحر سفينة الوطن في سلام وانسجام والتئام وترسو على سواحل الحقيقة بأمان واطمئنان.
كلمات سموه عن العلاقة ما بين الحاكم والشعب تفسر معنى الوعي الإنساني الذي يشمل هذه الأرض الطيبة، ومدى قوة شجرة الوطن وريعانها وازدهار أغصانها.. كلمات تسابق الضوء في وصولها إلى القلب ليصبح البوح كوشوشة الأوراق عند أسماع الطير المرفرف بهجة وحبوراً.