علي ابو الريش
كم هي مقنِعة بلادي، كم هي مترعة بعيون العشاق، في اليوم الوطني، كان المواطنون والمقيمون على حد سواء، الكل يغرف من نبع الحب لينثره وروداً على صفحات السماء، الآسيويون والأوروبيون، القارات الخمس اجتمعت هنا لتحتفل وتستهل فرحتها بعيون الدولة الكونية، دولة العطاء والصفاء والانتماء، دولة أسست البيان قبل البنيان، وأعطت في التبيان ما يعني فلسفة في الحياة وإرادة في صناعة الحب وصياغة للوجدان بطريقة استثنائية من دولة مميزة متفردة في التعاطي مع الآخر، ما جعل الحب يبدو وكأنه بدأ من هنا، ومن هنا تنامت أعشابه وترعرعت أفياؤه، فتمايلت أغصان الشجر لتصفق مع أجنحة الطير تحية وإجلالاً وإكباراً بهذا المنجز الإنساني الأسطوري، بهذه الشجرة العملاقة بخلاخيل بهجتها وأساور فرحتها وقلائد سعادتها وقصائد تفوقها وتطلعها الدائم إلى إنسان سنحت له فلسفة الحكم العتيد أن يكون إنساناً يفوق الآخر بإنسانيته ويمنحه حق العيش بأمان واطمئنان، ويحيا على أرض اعشوشبت بالحب والوفاء.
كم هي مقنِعة بلادي، وهي تحتضن الملايين من البشر لبسوا ثياب العيد، فرحين، حبورين، مشاركين بقناعة فرحة الإمارات بعيدها الوطني الرابع والأربعين، ولا استثناء بالفرحة ولا حياء في المشاعر تجاه بلد أيقن منذ البدء أن الحب شريعة الحكماء، وأن التعاطي بالحسنى قانون بشري أزلي، ومن يزرع الحب يحصد ثمار البهجة ويجني الأطياب من كل قلب محب عاشق للحياة المتحررة من الضغينة.
كم هي مقنِعة بلادي، وهي تفرش سجادة الأمل والأمنيات الناصعة أمام المواطن والمقيم كأسنان المشط، في الحقوق والواجبات، كل يعرف واجبه الوطني وكل يعرف دوره كمقيم عليه أن يعطي الحب لمن ألهمه الحب وأسقاه إياه بملعقة من صفاء وشفافية.. كم هي مقنِعة بلادي وهي تحظى بهذا العشق ليس على أرض الوطن وإنما وجدنا الصورة متجلية في أوطان أخرى، من شعوب جاءت إلى هنا وتشربت من هواء الصحراء فأعلنت ولاءها للحقيقة الدافعة حقيقة الإمارات المجبولة على الانتماء للكون الإنساني، والمدينة العالمية، التي تجمع الأطياف والأحلاف في بوتقة الحلف الواحد.. حلف عشاق الحرية وأمن النفس واطمئنان الروح.