علي أبو الريش
عندما ترتقي دور النشر، يسمو الكتاب بكلامه وأيامه، وينجز الكاتب مشروعه الإبداعي والإنساني، بتفوق ونجاح. وتسعد الثقافة بفضاء، معشوشب بالعطاء الجاد والمؤثر في وجدان الناس.
«مجموعة كلمات» حققت إنجازها العالمي، بشرف التعاطي مع الكلمة بحرفية ومهنية، وإيمان وصدق، لما للكتاب من أهمية في حياة الشعوب، ودوره الفاعل في ترسيخ واقع إبداعي مهم، ورفده الفكر الإنساني قوة ومعنى.
ونيل «مجموعة كلمات» جائزة معرض بولونيا الدولي لكتب الأطفال لـ 2016م. يعطي الضوء الأخضر لكل دور النشر في الإمارات لأن تحزم أمرها، وتخطو خطواتها، بقوّة وتركيز وثبات لأجل إنجاز مشروعها الثقافي، بنجاح يحقق الأمنيات الكبيرة لنا جميعاً، كما أن إنجاز مجموعة كلمات يؤكد أن الإمارات ماضية في تنفيذ مشاريعها الثقافية، بما يتماهى والإنجازات الحضارية في الدول المتقدمة، وهذا بدوره يعطينا الأمل الكبير في أن الكتاب في الإمارات بألف خير، وأن دور النشر في بلادنا سوف تحذو حذو مجموعة كلمات، وسوف يتم التنافس الشريف على الوصول إلى الجوائز العالمية، والبذل بإخلاص من أجل وطننا الإمارات، ومن أجل ثقافة هذا البلد وسمعته الإنسانية كون الإمارات أصبحت اليوم النموذج والمثال في مختلف الصعد.
لذلك صار الأمر ملحاً في أن يكون لصناعة الكتاب في بلادنا عقول تفكر بشفافية وحيوية، وقلوب تحتضن الإبداعات من دون تحيز إلا للتقنية العالية وجودة المنتج، ونقائه من أي شوائب وضعف في الأداء الإبداعي.
نشعر بالسعادة، ونحن نقرأ هذا التفوق لدار نشر من الإمارات «مجموعة كلمات» لأنها تتحدث باسمنا، وتعمل من أجلنا، وتجتهد لرفع راية وطننا، هذا المنجز يزيدنا غبطة عندما نرى الكتاب في الإمارات أصبح محاطاً بأيدٍ أمينة، تصونه وتحميه، كما أنها تمنع عنه الزلل والترهل، والهزال.
نفرح لهذا الإنجاز لأنه يضيف إلى رصيد الإمارات من الرقي رقماً جديداً، ناصعاً، بشهادة الآخرين الذين هم مرآتنا ومقياسنا.. نسعد لهذا الإنجاز لأن العمل في الكتاب ولأجل الكتاب يحتاج إلى تضحيات ويحتاج إلى عطاء وعرق، لأن التعامل مع الفكر ليس كالتعامل مع أي شيء آخر، إنه الفكر الذي يحتاج إلى فكر يوازيه في القوّة، والتأثير ومن ينجح في هذا المضمار، فإنه ينجح في فتح نافذة واسعة الآفاق نطل من خلالها جميعاً لتحقيق أحلامنا، ولكي نرى العالم من غير رتوش أو ضبابية، ولكي يسعد أطفالنا بقراءة من غير ضبابية.