علي ابو الريش
في يوم العيد، يوم الوطن، علم رفرف وهفهف وأطرف ونفنف وخفف وغرف وعزف ونزف وكلم وعَلَّم وسلّم وقوّم وقيّم وحسم وأجزم وحوّم وخيّم ونجّم وسار في العرف والتقليد خير جليس وأنيس، ومدّ الظل عالياً، متسامياً، وامتد في المدى مداداً ومراداً، وفي درب الفاتحين قاب قوسين أو أدنى من نصر يحقق الظفر، ويهدي لأم شهيد ووليد وتليد ومجيد صورة المجد، ممجدة ومجددة ويمضي بالمشاعر كأنه الطير يخفق ويدفق ويطرق ويحدق وينسق الحلم، مفردات ما خطرت على بال بشر، إنه العلم المستقر عند قلب ودرب، إنه العلم الواقف في شموخ الإنجاب والألباب ويلون السماء بنجومه الأربع الأحمر دم الشهيد والأبيض قلب الوليد والأخضر درب الوطن المجيد والأسود كحل العيون التي في طرفها حور.
إنه العلم الشاهق السامق، الباسق، الطارق، الشارق، الحادق، الفائق، الخارق، الرامق، الساحق، الماحق، الذاهب في أتون النفس، رافعاً الأسئلة المفضلة والمفصلة المستدعى جلّ الأنساب والأسباب والأحباب والأطياب والأنخاب والأصحاب والزمان والمكان والإنسان، القابض على جمرة اللظى، قادماً من أصول وفصول وحقول.
هذا العلم.. هو القدر والجذر والصدر والنحر والفكر والفجر والسِّحر والسَّحر والنذر والسبِّر والصَّبر والدَّور والمحور والجوهر والسفر والرحلة المجللة، بأناشيد الذين أسسوا وسيسوا وساسوا بحكمة العظماء وفطنة العباقرة.
هذا العلم.. شهقة الأم وقت الإنجاب وصرخة الجنين ساعة الميلاد، هذا العلم، الكلمة الأولى في كراسة التعليم، النغمة الأولى على شفتي كائن نبيل، تهجى حروف الحب، وأعطى للعالم أول ابتسامة تشرق عند صباح التآخي والتضامن.. هذا العلم، المنطقة التي نبض فيها القلب، وأعطى للشريان أول قطرة من قطرات الوعي، هذا العلم، النخلة والنخلة، وهو المرحلة المكللة بنعيم من عشقوا التراب، فلونوه بأخضر يانع، وأحبوا الآخر فأعطوه من نبع السلسبيل اليافع، وما بين الأخضر والسلسبيل، سبيل من دليل السابحات في كبد السماء، الذاهبات بالأمل نحو غايات النهوض.
هذا العلم، القمر والسهر، والنهار وما أسفر، والليل وما أبهر، والسؤال الجميل وما أذهل.. هذا العلم الروح والريحان، والقلب والأشجان، وهو الساكن والمتمكن، هو كل التاريخ والتضاريس، هو كل الوجدان، هذا العلم السحنة والفطنة وهو الفرض والسُنِّة، هو في التضحيات الطريق إلى الجنة، وهو المعطي بلا كلل ولا مِنَّة.