علي أبو الريش
عندما تقترب من قصر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تشعر بأنك مطوق بقلائد من عطاءات الرحمن، في هذا المكان، يزهر الزمان بالأمان، فالفقراء أغنياء، والمعدمون أثرياء بما جادت به الأيادي البيضاء، الخيمات العملاقة تتصدر المشهد، والناس قبل ساعات الإفطار تضاء وجوههم بفرحة اللحظات الأخيرة من نهار يوم يوشك أن تغرب شمسه لتشرق أنوار الفضيلة، وتبرق أطوار الكرامات النبيلة.. في هذا المكان في محيط القصر، حركة الناس تشيع حالة من السعادة، وأنت تشاهد الأطباق والصواني تستوطن الأيادي ذاهبة إلى من يستحق العطاء والرحمة.
في هذا المكان يوضح المشهد سلوك الإمارات وسياسة قادتها وسخاء من تولى مهمة التفريج عن المهموم، ورفع الضيم عن المسقوم كي لا يبقى في هذا البلد الكريم من يمد يد العوز.
في هذا المكان الإمارات حاضرة بقوّة بسخائها وعطائها وثرائها، وصفائها، وشعاعها المضيء الذي ملأ الفضاءات نوراً وبهاءً.. في هذا المكان، الإمارات أسرة واحدة أفرادها شعب واحد، من مواطن ومقيم كل على حد سواء ينالون الحقوق كما يؤدون الواجبات.. في هذا المكان العائلة الواحدة تحت سقف السماء، وبين أوتاد خيمة الوطن الراسخة لا تشعر إلا بالحبور ولا يراودك إلا السرور، ويملأ قلبك شعور بأنك في واحة اختص بها الله هذا الشعب عندما أناط المسؤولية لرجال أحبهم فحبب فيهم خلق الله، وأصبحت العلاقة كعلاقة أعضاء الجسد الواحد فلا تستطيع أن تفرق بين مواطن أو مقيم ولا بين حاكم أي شخص عادي فالجميع يمضون بالوطن نحو غايات الأمل المنشود ويسيرون بالقافلة باتجاه الحب والأمن والطمأنينة لأنّ الخير العميم أنهى الحاجة وقضى على العوز ما جعل الناس يفكرون بالوطن يفكرون بالمجموع، فصار الوطن كتاباً مفتوحاً موضوعه الحب أولاً.. فكرته عندما يصبح الوطن نهراً تنمو الأشجار وتسمق وتعشوشب الأرض وتخضر.