علي أبو الريش
الإمارات ــ مصر، علمان على أرض الكنانة، بأمانة ورزانة، شعب مصر المحب، لخليفة الخير، لإمارات الأمنيات العظيمة، هناك عند النيل يسيل رحيق الوطن، لأجل أخوة في الدم والتاريخ العريق بما يليق لشقيقين أن يتلاقيا ويتساقيا من عذب المشاعر ورقراق الأحاسيس التي جمعت وألفت وأينعت وأزهرت وأثمرت، علاقات متسامقة متسامية متعانقة مثل أغصان الشجرة الواحدة مثل جناحي طائر يحلق ويحدق في الأفق، متطلعاً إلى طموحات لا تحدها حدود ولاتصدها صدود، لأن اليقين هو أن الإمارات عضيض لما ينفع الأخوة ويدفع عنهم كل مكروه وبغيض.. هذه هي سجايا الإمارات وأهلها، هذه هي خصال العاشقين لكل ما هو جميل وأصيل ونبيل، ومصر تبقى دائماً وجهة الذين يؤثثون الحياة بالمعاني الجميلة والأثر الطيب، وما تأخرت الإمارات يوماً عن مد يد الخير لكل شقيق وصديق لأن بلادنا نبتت من نسيج الخير وخيوط الوفاء وأهداب النبل، الإمارات هي هكذا، يد تمتد لأجل حياة أفضل ومستقبل يفصل قماشته من حرير العلاقة الوطيدة مع الكون.. مشهد الاصطفاف الجماهيري ورفع العلم الإماراتي إلى جانب العلم المصري، لدليل على عمق العلاقة ما بين البلدين والمشاعر الدفاقة التي تمتلئ بها صدور الأوفياء في بلد نيل الرخاء وثراء الأخلاق الحميدة.
فعندما نادى المنادي في مصر تسابقت قوافل الخير معززة بدوافع إنسانية مدعومة بأخلاق الناس الأصفياء للوقوف إلى جانب مصر وشعبها الأبي، ومساندة الأشقاء بسخاء ليس له مثيل، لأن القيادة الرشيدة على قناعة تامة أن نصرة مصر تعزيز للحق وتكريس للحقيقة وانتماء إلى العدالة الإنسانية وعناية لبلد لابد أن يبقى قوياً شامخاً، شاهقاً، لا تكظه حاجة ولا يضيمه عوز.. المشهد الأخلاقي في مصر دليل على شهامة هذا الشعب وعرفانه لكل من يفي بالعهود ويستوفي الوعود. وحماية مصر من كل معتد أثيم، مشاء بنميم، هي حماية للمبادئ وحفظ للقيم الإنسانية الرفيعة وكبح جماح الذين في نفوسهم غرض والذين لا يريدون لمصر الخير ولا ينوون لها إلا الشر المستطير ، حماية مصر واجب تمليه الثوابت التي نشأت عليها الإمارات وتربى عليها شعبها لأجل أن تبقى مصر مصونة محصنة من غدر المتربصين والغادرين والحاقدين والناقمين والمحتقنين والذين على استعداد أن يبيعوا مصر من أجل أوهام حزبية وشعارات ظاهرها كمد وباطنها حبل مسد، الوقوف مع مصر استنهاض لهمم الشرفاء وإجهاض لدسائس ووساوس الأدعياء.. الوقوف مع مصر الطريق إلى قطع دابر المتهورين والمسعورين والنابتين تحت الجلد كالمرض العضال والمهووسين بالسلطة على حساب نهضة مصر وانفتاحها على عالم لا يقبل أنصاف المبادئ وأشباه القيم.