سبتمبر المهيب

سبتمبر المهيب

سبتمبر المهيب

 صوت الإمارات -

سبتمبر المهيب

علي ابو الريش

للغياب لون الليل والويل، ورائحة اليباب.. للغياب رجفة اللحظة المباغتة، حين يبدو القلب كزعنفة راجعة، والنفس تخفي زمان اللوعة، بطاقة متلاشية.. سبتمبر اجتاح الإمارات بأسئلة الفراق، ويوم تشرئب الأعناق، وتتفرع الأشواق، مثل عملاق صب عذابه في الأحداق والأعماق.. سبتمبر كما أنه شهر الفخر والعزة، هو أيضاً مادت خيامه على الرؤوس، ومادت أرضه، حيث يمشي على أديمها كائن أسطوري اسمه الموت.. رحم الله راشد بن محمد الفارس والحارس، والنابس ببوح الحياة والحيوية، القابس عند شروق الصحراوي، وعلى كثبها الأغر، تجود جياد الحلم بأجود ما أنجبته الإمارات، وأنبل نسلها وخصلها وأصلها.


سبتمبر.. الأيام فيه لحظات تتشظى بالمواقف النبيلة، كما أنها تتلظى بدمعات سالت على الوجنات من أمهات فقدن فلذات الأكباد، لكنهن اعتصمن بحبل المودة مع وطن أبلى بلاء حسناً في عطائه ووفائه، وصفائه ونخوته، وأبدى ما أبدته السماء من غيث بلل ريق العشاق، وأجلى عن الروح صدأ الأزمنة المرة.. رحم الله شهداءنا الأبرار، وأسكنهم جنات فردوسه، هؤلاء الذين منحونا الحياة، حين سالت دماؤهم الزكية، من أجل الشرف ومن أجل الحرية، ومن أجل خليج عربي، لا يغثه غثيث، ولا يرثه رثيث، هؤلاء الذين قالوا للسيل العارم توقف فهنا يمننا ويميننا، وإيماننا وأمنياتنا، هنا السد والصد، وهنا تاريخ، لن تخربش على صفحاته أيد ملوثة ولا نفوس عابثة، هنا الجغرافيا، حيث يكمن الإرث والأثر، وهنا عنب الجبال الشاهقة، والأعناق السامقة والجباه الباسقة.. رحم الله من غابوا وفارقوا، ولكن الإمارات جديرة بالصبر والسلوان، جديرة بنخوة الشجعان.. رحم الله شهداءنا، فإن أدمعت العين، يبقى القلب كاللجين، يجدد لقاؤه على البريق، ويسطع باللون الأنيق، لتبقى الأرض ريانة بالضوء، ملأى بأحلام الذين لا يطفئون المصابيح حتى في أحلك الظروف، وأشدها قساوة وضراوة.
سبتمبر.. سيبقى في الذاكرة، رسماً على الجبين، وشماً يخضب الكفين، ونبقى نحن أوفياء للذين غادرونا وتركوا لنا رائحة مسكهم تذوب في ثنايا الروح، وتغسل القلب من الوهن والعهن، ومن كبوات الزمن.. هؤلاء الأحبة يبقون في الوجدان نقشاً يلون حياتنا بالأمل، حتى وإنْ كان الفقدان كبيراً..

سبتمبر.. شهر ليس كسائر الشهور، لأنه امتلك اللحظة في حياتنا وغير ما غير..

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سبتمبر المهيب سبتمبر المهيب



GMT 05:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

يتفقد أعلى القمم

GMT 05:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا و«تكويعة» أم كلثوم

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

تحولات البعث السوري بين 1963 و2024

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والنظام العربي المقبل

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

2024... سنة كسر عظم المقاومة والممانعة

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 08:02 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

جورج وسوف يستقبل أحد مواهب"The Voice Kids" فى منزله

GMT 02:49 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة صينية الخضار والدجاج المحمّرة في الفرن

GMT 14:30 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

صغير الزرافة يتصدى لهجوم الأسد ويضربه على رأسه
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates