علي أبو الريش
رجال الدفاع المدني، صقور الحالة الراهنة، وسحابات الأمل المنشود، هؤلاء الرجال الذين يقفون على أهبة الاستعداد، للحماية والعناية والرعاية والوقاية، من أي مكروه، أو زلل أو خلل، هؤلاء الرجال قوافل الهبّة الشريفة من أجل مجتمع آمن، مستقر ينعم بأسباب الطمأنينة والرخاء، هؤلاء الأوفياء سواعد الانتماء إلى وطن، يحض الناس جميعاً إلى الالتفاف والاصطفاف حول قيم الحب والوفاء.
وهنا يأتي دور الإعلام، في تهذيب المشاعر وتشذيب أوراق القلوب لتكون الشجرة الإنسانية وارفة بظلال السلام والوئام والانسجام، فدور رجال الدفاع المدني لا يكتمل إلا بتوافر الدوافع القوية في حب الوطن، وحمايته من طوارئ ما يحدث في ساعات الغفلة، وتدريب الناس على مواجهة الأخطار وتحاشي حدوثها وتفادي وجودها، أمر يتطلب الوعي أولاً، والإرادة في كسر عادة الاعتماد على جهات مختصة فقط.
التعاون والتعاضد والوقوف كتفاً بكتف، مع رجال الدفاع المدني هو الجسر الموصل إلى سلامة الناس، وشفاء المجتمع من أي ضرر، والإعلام يتبوأ مكانة عالية في هذا الصدد كونه الوعاء الذهبي الذي ينقل المعلومة ويحمل في جعبته وسائل الوقاية، ويتحمل عبء التنوير لدرء الأخطار.
الإمارات اليوم أصبحت في المقدمة، في مجال التواصل ما بين الجهات المختصة في مختلف المجالات والناس، هذا الخيط هو خيط الإعلام، الذي تقع على عاتقه مسؤولية حمل الأفكار وطرحها بالشكل الذي يضيء مخيلة الناس، وما يسفر عنه من المشاركة في تحمل المسؤولية والأخذ بأسباب الدفاع عن الأرواح والممتلكات، والوقوف مع رجال الدفاع المدني، وقفة فريق عمل واحد، لكون القواسم مشتركة والأهداف واحدة، والغايات هي نفسها التي يصبو إليها رجال الدفاع المدني، ألا وهي جعل هذا الوطن معافى مشافى من أي سوء.. فهؤلاء الرجال، رجال الدفاع المدني يضحون بأنفسهم وبأوقاتهم، وراحتهم في سبيل تأدية واجبهم الوطني، ومنع حدوث كل ما يكدر ويعثر.. إذاً فالثلاثي الوطني، هم أضلاع مثلث الأمان في الوطن، وعي الناس ونباهة الإعلام، إلى جانب ما يقدمه رجال الدفاع المدني من خدمات جليلة تعبّر عن تماسك النسيج الاجتماعي، وأصالة النسق الإنساني في هذا المجتمع. رجال الدفاع المدني هم السياج، وهم السند والعضد، وهم رضاب الطير المبلل لأوراق الشجرة، شجرة الوطن.
رجال الدفاع المدني نسيم البساتين المهفهفة على وجنات الوطن.