علي أبو الريش
رجالنا، أبطالنا، صقورنا، بواسلنا، استبدلوا بعد فصل من فصول الملاحم البطولية، محملين برسائل كتبت بدماء طاهرة، زكية، خطها أولئك الذين قدموا الأرواح رخيصة في سبيل الحق، ومن أجل الحقيقة، من أجل رفعة راية الوطن وعزة أهله وكرامته، رجالنا يعودون بأخبار الإنجازات العظيمة، التي سطروها على أرض اليمن الشقيق، والانتصارات التي حققوها ضد البغي والطغيان، وضد أعداء الإنسان، أبطالنا شمخوا بجباه مرفوعة، وأعناق تطال عنان السماء، ورؤوس شامخة وهم قد كللوا الوطن مجد الرجال الأوفياء، والأبطال النجباء، والبواسل النبلاء، هؤلاء هم لبوا نداء الوطن، محتفين بكل جوارحهم، بقيم القيادة، وإرادة الذين أحبوا الوطن فأحبهم الله، ونصرهم على أعدائهم وجلل جهودهم، بالظفر والنصر المبين.. اليوم تستقبل الإمارات، قيادة وشعباً، أبناءها الأبرار، قادمين من أرض المعركة، أرض الشرف والكرامة، ليفسحوا المجال واسعاً، لإخوانهم الذين ارتضوا مواجهة الباطل، بقلوب ملؤها الإيمان، وعقولهم منعمة بشهامة التضحيات الكبرى.. أبطالنا أدوا الواجب ونالوا شرف الدفاع عن إخوة لهم أنهكهم الضيم والظلم وظلام لقطاء الفكر، وشعواء الطائفية.
أبطالنا يعودون، وهمم الصقور تطوق أعناقهم، وقمم العاليات الشم تحيطهم من كل جانب، وشيم الأبرار تقلدهم أوسمة الحب، والشوق والانتماء.. أبطالنا لونوا سماء الإمارات برمتها، بأناسها، ببحارها، بجبالها، وأشجارها، تنحني لهؤلاء إجلالاً وتقديراً واحتراماً، لما قدموه من أجل الإنسانية ومن أجل دحض الافتراءات، وكبح جماح الضواري، وكسر شوكة الذين تضوروا وتهوروا، وتستروا، وتسوروا خلف شعارات جوفاء خاوية من المعنى والمضمون.. أبطالنا ختموا المشهد الإنساني بصور التضحيات والتجليات التي ظهرت بها قواتنا المسلحة، والتي أدهشت وأبهرت العالم، لما رآه هذا العالم من قدرات أسطورية، للرجال الذين حملوا السلاح في وجه الظلام، لينيروا الطريق أمام الذين أقعدهم الظلم عن تلمس خيوط النور.. أبطالنا استقبلوا بقلوب ملؤها الحب للوطن وشوق عارم إلى البقاء هناك، وما بين هنا وهناك، تكمن الحقيقة أن الإمارات كلها مشروع شهادة وتضحيات إذا لزم أمر الشهادة، وضرورة التضحيات.. نقول لأبطالنا: رايتكم بيضاء، ومن سيحلون مكانكم، فيهم الكفاية.. فكلكم أبطال يا أبناء زايد الخير وجعلكم الله سنداً وصداً وسداً منيعاً لهذا الوطن، وذخراً للإمارات حكومة وشعباً.