علي أبو الريش
وعد على مصر وعهد، أن تكون دوماً في مقام الأوفياء، في قامة النبلاء، وفي إقامة الإنصاف، باستشفاف العروق النابتة في جسد النيل العظيم، ومن أطراف مائه وعمقه، تمضي سفن المصريين باتجاه العذوبة في العلاقة مع الأشقاء الذين أسخوا من أجل مصر، وأثروا حياة المصريين بالحب والولاء، للدم الدفيق والتاريخ العريق.
إنشاء تجمع سكني في مصر، باسم الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إنما هو الحب عندما تنمو شجيراته، سامقة باسقة متدفقة في فضاءات الروح، ليصبح حقل العلاقات الإنسانية زاهياً مزدهراً، زاهراً، ببياض السجية، ونصوع الطوية.. مصر دائماً في قلب الحدث دائماً في صلب المعنى، دائماً في لب الحقيقة دائماً في درب الماشين باتجاه قافية الاستقامة، ووزن القصائد اللبيبة.
مصر، في التاريخ كتاب يفتح صفحاته لقراءة متمعنة لاستقصاء العبرة والعبارة، والتعبير عن مغزى الحلم، عندما يكون الليل مضاء بنجوم تغسل نورها، من مزن الذين يتفانون من أجل حرية لا يقيدها تزمت ولا يغلها تعنت، ولا يحبس أنفاسها كرب ولا غضب مصر في الدنيا، أم رؤوم حوت واحتوت، واحتوت تحت أجنحتها أحداقا وأعناقا، حتى أخذت الآفاق من شموخ الأهرامات، واتساعها، ونقاء إرثها، وصفاء ثورتها.. مصر، في التضاريس سكنى، على قلب مضه الشوق، توقاً لكتابة السيرة الذاتية عن فتيلة قطن أينع بياضها، واشتد عودها، حتى صارت شرشفاً هفهافاً، كما هي الرموش المظللة، كما هي أهداب النخل المستبسلة، من أجل بقاء لا يضيق به الوجود ولا تكدره أطماع من لا يليق بهم إلا خارج الزمن، بعيداً عن التاريخ، قريباً من التلاشي والاندثار.. مصر والإمارات الجسد الذي إذا اشتكى عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر، وإشهار الأنصال من أجل وصال، لا يقبل إلا اتصال الروح بالروح، والقلب واحد ينبض بالحب والألفة والإيثار.
مصر والإمارات، نسق الحلم الواصل ما بين الوريد والوريد.