علي أبو الريش
«حكومة المستقبل تحت الشمس وبين الناس» و«لا تقارير مكتوبة» عبارة رائعة تنثر عبق الفكرة المبجلة، وتفيض بالمعاني الجليلة، الإمارات الذكية، الإمارات الزكية، الإمارات الزاهية، فأفكار قيادتها، تستحق أن يكون المسؤولون ومن أنيطت بهم مهمة خدمة الناس، أن يكونوا بين الناس، وخارج الأبواب المغلقة وعند سبورة العطاء اليومي، بشفافية الصحراء.
وصفاء الماء، وعذوبة الغيمة الممطرة، الناس هم الوطن والوطن هو خيمتنا التي تستحق أن نحميها من الرياح والجراح والصياح، الوطن قامتنا التي يجب ألا نرضى لها الانحناء والانثناء ولا الاكتواء ولا الانزواء، ولا الاختباء خلف أكوام الأسئلة المؤلمة. الوطن حلمنا الذي لا نريد له أن يختلط بالكوابيس، والأحاسيس المؤذية، لا نريد له أن يئن ولا يطن ولا يكن في خضم الحاجة والنقص والعجز.
الوطن منطقتنا المعشوشبة بالحب، فلا نريد من المسؤولين أن يظنوا أو يمنوا عليها في جهد أو بذل.
الوطن بحرنا الذي يجب أن تظل زعانف أسماكه ملونة بالفرح، مزدانة بقلائد الموجات البيضاء، الوطن كتابنا الذي نريد له أن يظل دائماً، مسطراً بحروف من ذهب تليق به وبتاريخه وبقيادته التي لا ترضى إلا بالاستثنائية وشعبه النبيل الأصيل.. الوطن جزيرتنا التي يجب أن تظل طيورها تحلق بأجنحة السعادة، والفوز بالمراكز الأولى.
الوطن، قُبلتنا وقِبلتنا، وقبيلتنا وقامتنا وقيمتنا، وقيامتنا، وفيه تكمن قيم السُّحر والسَّحر والسهر، والدهر، فيه يستيقظ السؤال والموال، وتهفهف الشجرة الورقاء على أعشاش الطير، فتنمو الأحلام، مثل زهرات في بستان الفرح، مثل نخلات ترعرعت أشجانها عند شفاه السحابة الماطرة، مثل غزالة لوَّنت عينيها من بريق الضوء الصباحي، مثل حسناء خضبت الأنامل بحناء المجد الأنثوي.. الوطن، يا سعادة ويا معالي، حلمكما الذي كان صغيراً يوم كان قلباكما بعنان رهيفان، واليوم كبر الحلم، وصرتما أنتما قلب الوطن الكبير، وعيناه المتألقتان، تشعان ببريق النجاح والفلاح والصلاح.
الوطن يا إنسان الإمارات، صغيراً كان أو كبيراً، الحضن والحصن والغصن، والزمن، فعلينا جميعاً أن نحفظ زمن وطننا، وأن نخصه بالبذل والعطاء، وأن نمضي به إلى حيث تكمن النجمة الطارفة، والغيمة العازفة، والقيمة المشرفة.
الوطن، وطن الجميع، والجميع شركاء في صناعة مجده وسُعده، ومده ومداه، وامتداده..
الوطن الكائن المقدس..