انتحار العقل

انتحار العقل

انتحار العقل

 صوت الإمارات -

انتحار العقل

علي ابو الريش

العقل عندما يغرق في وحل الأفكار المسبقة، فإنه ينتحر، فكما أكد صاحب العقد الاجتماعي، جان جاك روسو «الأفكار المسبقة مفسدة للعقل»، الآن وفي ظل الهياج العقائدي الأسود، فإن العقل، فَقَدَ قدرته على الإمساك بزمام الأمور وبات يطوح مجاديفه وسط أمواج هائجة، تدفعه دفعاً نحو سواحل صخرية حادة حتى بات مركبه يتكسر ويتحول إلى أشلاء.. وكما أكد أحد الحكماء «أنه إذا كان العقل مستبداً فإن الصحوة مستحيلة»، وهذا ما يحصل للجماعات المتطرفة التي اعتبرت نفسها أنها تملك صكوك الغفران وأن الطريق إلى الجنة يبدأ بطاعة زعيم الجماعة حتى ولو كان ذلك ضد قوانين السماء والطبيعة، حتى ولو كان ذلك ضد سيادة الوطن، حتى ولو كان ذلك يدمر ولا يعمر ويسفك دماء بريئة من غير ذنب.

العقل عندما يتورم ويتضخم فإنه يتأزم ولا يرى صاحبه سوى نفسه، وبالتالي فإنه يقوم على ارتكاب الجرائم بدم بارد ونفس راضية، ومن دون تأنيب ضمير.. هذه ثقافة سبح في محيطها الرث أصحاب العقول السوداوية، وباتوا نشازاً في المجتمعات يؤرقون ويقلقون وتدفع الأوطان بسببهم أثماناً باهظة لأنهم يفعلون ما يفعل الشيطان حين يريد أن يخرج العباد من جنة الاستقرار والطمأنينة.. فمنذ أن نشأت الأنا عند بعض الأشخاص أصبحت الفجوة واسعة، بينهم والآخر، ثم تطورت هذه الأنا لتصبح طائفة أو عرقا أو لونا فصارت هذه الشرائح ضد الوطن، ضد أمنه ونموه، وتطوره.
إذاً نحن بحاجة إلى تفكيك هذه الشبكة العنكبوتية المسماة «أنا» لتصبح جزءاً مكملاً للواقع لا ضده.. نحن بحاجة إلى ثقافة مثل الشجرة، أغصانها تتشابك لتؤتي أثماراً يانعة.. نحن بحاجة إلى عقل يفتخر بالوطن لا ينتحر ضده.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انتحار العقل انتحار العقل



GMT 01:10 2025 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

طريق الخسائر والكبائر

GMT 01:09 2025 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

عون رئيساً لاسترداد لبنان

GMT 01:09 2025 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

الدبلوماسية العربية ــ الدولية وجمهورية لبنان الثالثة

GMT 01:08 2025 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

عجائب الزماني... لابن الأصفهاني

GMT 01:07 2025 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

كرة القدم... نقطة تجمع وطني

GMT 01:07 2025 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

«مكرم هارون»... واحدٌ من النبلاء

GMT 01:06 2025 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

الرسائل الإلهية

GMT 01:05 2025 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

الاستمارة

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 15:08 2017 الجمعة ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استعراض واقع القطاعات الخدمية والمشاريع التنموية في طرطوس

GMT 02:16 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

تعرفي على أنواع الشنط وأسمائها

GMT 17:31 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة نجمة البوب الكورية سولي عن عمر ناهز 25 عامًا

GMT 00:04 2019 الخميس ,28 آذار/ مارس

صورة "سيلفي" تحول جسد فتاة إلى أشلاء

GMT 23:37 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فيصل خليل يؤكد أن الجمهور ينتظر بشدة منافسات كأس آسيا

GMT 21:06 2013 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

علماء يختبرون مواد كيميائية تعمل على محو الذكريات

GMT 13:23 2013 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

رواج في حركة بيع العقارات بالعبور
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates