علي أبو الريش
المواطن السعيد، هو الطائر الذي حلق، ولما حدق، وجد الأفق مزداناً بألوان العطاء، والسخاء والثراء والاستواء إلى صراط الحقيقة، المواطن السعيد هو الجواد الذي شبَّ، ولما وثب كسب، فصارت الكثبان أنهار وجدان وصار الوجدان حقول أفنان وصارت الأغصان أجنحة فراشات ملونة بالفرح، صار الفرح، سحابات ممطرة تغدق المكان بالزيتون والرمان.
المواطن السعيد، هو الفكرة المبجلة، والنظرة المجلجلة والفطرة المجللة ببياض من لوَّنوا الحياة بالبياض وحولوا الصحراء إلى رياض واستنهاض وصارت الحياض مروجاً مفروشة بالسندس والاستبرق.
المواطن السعيد، هو المقلة المتلألئة ببريق النخوة والكرامة والعزة والفخر، هو القبلة على شفاة الوجود مرسومة كأنها الوشم.
المواطن السعيد، هو العاشق والمعشوق، هو الطارق لأبواق التفوق، هو شبيه النوق الكاسيات المبتهلات لسماوات المزن والمطر.
المواطن السعيد، هو النهر المتدفق عذوبة وخصوبة، هو الفائق في التميز والتحيز إلى الدرجات العلا، هو المتدفق شوقاً وتوقاً لحياة لا تشوبها شائبة ولا تخيبها خائبة، هو المحب دوماً، والمحبوبة أرض سخية عفية.
المواطن السعيد، هو البحر، موجاته زعانف التطور، وزرقته سماء تحمل أكتافها مسؤولية إخصاب الأرض وإخضرار الشجر.
المواطن السعيد، هو حزام الأمان وبذرة الاطمئنان هو الذي إن مد يده صافحه المدى بالرضى، وقابلته المدارات بابتسامة صباحية بلون الماء العذر وعطر الورد..
المواطن السعيد، هو الساكن في حضن المرحلة الداخل في دائرة الأحلام الوسيعة، المفعم بأغصان مورقة، المتطور نسلاً من جينات الصحراء النبيلة، الواقف عند قمة الأسئلة المتجذر في أتون الأرض وترابها وترائبها.
المواطن السعيد، لا يكون إلا في الإمارات لأنها القصيدة العصماء، والفريدة النجباء، هي العين النجلاء والخاصرة الهيفاء، والوجنة الشهباء، والشفة اللمياء.. الإمارات لأنها الزمن المتمدد في عيون الغزلان سحراً، المتجدد في فتون الأزهار فكراً، الإمارات لأنها الصوت والصيت والصرح والصواب، لأنها المكان المبلل بريق الصفاء ونخوة الأحباب.