بقلم : علي أبو الريش
السعادة، سجادة الذين تخلصوا من أرزاء، وأهواء، والذين تحرروا من أحزان، وأشجان، والذين نالوا شرف الصفاء الداخلي، والتصالح مع الذات.
السعادة سيادة الانتماء إلى المجموع، ودحر الأنانية، والانكفاء، والانطواء، والاحتواء، والانضواء، والاكتواء، بنيران البغض والكراهية.. كل هذه المفردات أصبحت نفاية من نفايات الزمن، والإمارات تذهب نحو النهر، تذهب عند الضفاف الخالدة، لتروي أبناءها، بالعذوبة والخصوبة، وتؤثث وجدانهم من مخمل الحب والوفاء والعطاء والانتماء، والثراء والرخاء، كل ذلك يحصل على هذه الأرض الطيبة بفضل قيادة آمنت أن الحب وحده، الظل والخل، هو وحده الذي يفتح نافذة للشفاء من كربون التقلص والتملص والتلصص والتخصص في العيش ضمن كهوف وكنوف بائسة يائسة مبخسة.
الحب وحده، خيط الشموع الممتدة من قرص الشمس حتى أتون الأرض، وعندما يؤكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن السعادة التزام حكومي، فإنه يسلط ضوءاً كاشفاً على الزوايا المعتمة، ويكشف الخبايا والنوايا، وبثقة وثبات يمضي بفريق العمل نحو المكاشفة والمشافهة، ولأجل أن تصفو عيون الطير من أي غشاوة.
سموه، بعبقرية الحاكم يضع النقاط على الحروف، ولا فاصلة ما بين أعضاء الفريق، فالتواصل متأصل وبلا فواصل، ومناطق القلب معشوشبة بخضرة الانتماء إلى الوطن، وأماكن العقل مزدهرة بأشجار الطموحات الكبرى، والسعادة هي الخلطة السرية التي يتمتع بها كل مواطن وكل موظف وكل مسؤول في بلادنا، نحن فقط الذين نتفرد بهذه السجية، لأننا انفردنا بقيادة ثرية بملكات الإبداع، غنية بالأحلام الزاهية.
السعادة في بلادنا أصبحت مسؤولية الإنسان نحو نفسه ونحو غيره، ولذلك نجد الشجرة الوطنية وارفة بالتآلف والتكاتف، الأمر الذي جعل الطريق أمام النهوض بالوطن سهلاً ويسيراً.
السعادة، لم تأت من فراغ وإنما هي نتيجة لذلك الإبحار بسفن العطاء والنحت على رمال الصحراء، بوازع من إرادة وعزيمة، وبدافع من إيمان أن الكون لا تصلحه الأمنيات، وإنما الخطوات الواثقة، والدفع بالتي هي أصلح وأنفع.
السعادة في بلادنا قطرة المطر على شفة غيمة، ظللت رؤوس العاشقين حتى صاغوا الوطن قصيدة، ونثروا على تراب الأرض قلائد وفرائد، وحاكوا كموجة البحر فستانها الناصع.
السعادة جذوة من قدوة، والرسالة في قلب القائد وعقله هي أن يسعد الناس جميعاً، ليكبر الوطن، وتتسع حدقات طيوره، فيكون الأفق أكثر قرباً.