الحقيقة هي أن تجهل الحقيقة

الحقيقة هي أن تجهل الحقيقة

الحقيقة هي أن تجهل الحقيقة

 صوت الإمارات -

الحقيقة هي أن تجهل الحقيقة

علي أبو الريش

لو أنك دخلت غرفة نومك وأشعلت الضوء فهذا لا يعني أنك تفهم في علم الكهرباء، هناك أشياء كثيرة في حياتنا نعيشها ونمارسها ونسعد بها، وهي ضرورة ملحة لنا ومن دونها لا تستقيم حياتنا، وذلك مثل الفكر، فنحن نفكر ونقرأ ونكتب ونتعايش مع الآخر، ولكن كل هذا لا يعني أننا أصبحنا نلم بكل الأفكار. ومن يتأمل الكون الفسيح يشعر أنه ذرة من ذراته، وأنه جزء من هذا الكون، لكنه لا يحيط بكل شؤونه وشجونه، كما أنه هو جسم الإنسان، فاليد مثلاً جزء من جسد الإنسان، وهي مكملة لبقية الأعضاء، ولكن هذه اليد لا تعرف مم تتكون الأجزاء الأخرى وطريقة عملها؟ فالوعي الحقيقي لدى الإنسان هو فهمه أنه يجهل الحقيقة، وبواسطة هذا الوعي يستطيع الإنسان أن يرفع الأسئلة.

وكلما اتسعت حدقة الأسئلة كلمة ازدادت الحقيقة نوراً، وكلما كبر حجم الوعي، وبالتالي يستطيع أن يفهم العالم، وفهم العالم يساعد الإنسان على التكيف مع الآخر من دون إحساس بالضنك والضيق، فعندما نقتنع أننا جزء من هذا العالم يصبح لدينا الرغبة الملحة في الاقتراب من الآخر والإحساس بضرورة إكمال الناقص من وعينا بالالتحام مع الآخر بحميمة الفطرة ودواعي السلوك الوجودي.
المشكلة التي يعانيها بعض الناس هي الإحساس بأن الانفصال هو استقلال وهذه قمة الذروة لرغباتهم وعلى العكس من ذلك تماماً أن السعي إلى الانفصال هو عبودية وانتماء إلى ذات مخادعة ترمي إلى نفخ البالون الداخلي حتى ينفجر وينتهي الإنسان إلى العدم.

فلا يسعد الإنسان ولا يشعر بالاستقرار الداخلي إلا بتحييد «الأنا» وإقصائها تماماً من دائرة التواصل مع الآخر، وعندما يفرّغ الداخل من منغصات «الأنا» وتشعباتها وتوترها فإن الإناء الفاضي يصبح مهيئاً للامتلاء بالمياه العذبة والماء العذب هو فكر الآخر، هو اللون المغاير الذي يعطي للونك بريقاً ويبرزه ويجعل له قيمة، أما الاكتفاء بما تمليه «الأنا» من تعليمات فجة والاعتقاد أننا امتلكنا الحقيقة فذلك طريق إلى النهايات المفجعة، والعالم يشهد اليوم هذه القناعة التي أوصلته إلى الحروب المدمرة والغثيان الاجتماعي.
"الاتحاد"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحقيقة هي أن تجهل الحقيقة الحقيقة هي أن تجهل الحقيقة



GMT 05:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

يتفقد أعلى القمم

GMT 05:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا و«تكويعة» أم كلثوم

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

تحولات البعث السوري بين 1963 و2024

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والنظام العربي المقبل

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

2024... سنة كسر عظم المقاومة والممانعة

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 17:40 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 19:20 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الأحد 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 15:06 2020 الإثنين ,17 آب / أغسطس

طريقة تحضير ستيك لحم الغنم مع التفاح الحار

GMT 20:28 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

غادة عادل تنشر صورتها مع زميلاتها في إحدى صالات الجيم

GMT 22:38 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

الغساني يبدي سعادته بالأداء الذي يقدمه مع الوحدة

GMT 16:15 2015 الأربعاء ,04 شباط / فبراير

"بي بي سي" تطلق موقعًا جديدًا على الإنترنت

GMT 21:06 2021 الإثنين ,26 إبريل / نيسان

طقس غائم وفرصة سقوط أمطار خلال الأيام المقبلة

GMT 20:01 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 06:47 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

ابرز النصائح والطرق لتنظيف السيراميك الجديد لمنزل معاصر

GMT 08:14 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

"أدهم صقر" يحصد برونزية كأس العالم للخيل في باريس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates