التعلق

التعلق

التعلق

 صوت الإمارات -

التعلق

علي أبو الريش

في الثلاثي المرعب «الحب، التعلق، الحرية» يضع الإنسان العربي قلبه عند بؤرة الخطر، فيتعلق ، فيحن أو فيما يحب، يصبح عبداً تأسره الألوان الفاقعة وتحتل وجدانه الصورة المبهرة.. في العقيدة كما هو في العلاقة الشخصية، نجد الحب يتحول إلى قبضة حديدية، تمسك بالتلابيب، وتجهض كل محاولات التملص أو التخلص من أنياب هذا الحب.. فكيف لا تتشوه القيم السامية والمبادئ الرفيعة إذا كان المتعلق كائناً بشرياً مستلباً، ويعيش حالة التلاشي داخل وعاء عواطف وهمية خلقها لنفسه، ثم غاص في نسيجها ليصبح كائناً معدوماً.

ما نراه اليوم من قتل وتدمير في عالمنا العربي ليس إلا مثالاً لهذا التعلق، لهذا الانحراف الأعمى، لهذا الهذيان الديني الذي أخرج الكائنات من الفحوى والمضمون، وصار الدين مرتبطاً بالأنا المتورمة، بالذات التي غابت في أحشاء البارانويا، ولم يعد من مجال للانفكاك طالما وجد الحاجب الأسود يغطي العيون ويعمي البصيرة، فمنذ انهيار الدولة الإسلامية وبروز التشققات في الجدار الديني أصبح من الصعب لملمة الجراح ومن الصعب أيضاً اللحاق وراء عقل أصبح في حالة هستيريا المظهر ولا يجد المرء ما يغريه في هذا الانهيار الكلي بعد التعلق المرضي إلا يقظة العقول الذكية التي استوعبت ما يجري، فنهضت لتجازي الشر بمقاومة فكرية ثاقبة، لا تفلت منها التفاصيل، مهما حاول المتزمتون الذين يلعبون على حبال الدين ليدغدغوا مشاعر البسطاء، باستخدام الدين وسيلة لتحقيق مآرب أخرى.
نحن اليوم في صراع وجود ما بين المتعلقين المرضى والأحرار الذين يحبون الحياة كما يقدمون للآخرة بما يرضي الله ورسوله.. صراع وجود ضد العقل المستبد الذي غادر الصحوة منذ أن اشتق سيد قطب معالم على الطريق الوعر ليبني مجداً وهمياً لا يخدم للود قضية ولا يؤسس لعالم نوره الله في السماوات والأرض، ما يحصل صراع ولابد أن يزهق الباطل وينتصر الحق وتتحرر الشعوب من صهد الأوهام التي زرعها خصاميون غارقون في مرض الذهان.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التعلق التعلق



GMT 05:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

يتفقد أعلى القمم

GMT 05:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا و«تكويعة» أم كلثوم

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

تحولات البعث السوري بين 1963 و2024

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والنظام العربي المقبل

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

2024... سنة كسر عظم المقاومة والممانعة

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 18:04 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 00:42 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كردستان تحتضن معسكر المنتخب العراقي لكرة السلة

GMT 01:57 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

عقبة تُواجه محمد صلاح وساديو ماني أمام برشلونة

GMT 05:18 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ريماس منصور تنشر فيديو قبل خضوعها لعملية جراحية في وجهها

GMT 17:03 2019 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

استقبلي فصل الخريف مع نفحات "العطور الشرقية"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates