علي أبو الريش
أن تقف المرأة عند قمة الجبل، أن تغرد مع الطير في الصباح لبيك يا وطن، أن ترتدي عباءة المثابرة، وتضع دفتر التعليم قلادة على صدرها، وأن تطوق العنق والحدق بمسؤولية الالتزام الوطني، أن تسير في الشارع وبين يديها مقود الأحلام الراقية.
أن تجلس على مقعد العمل، كما الجملة المفيدة، أن تناقش، وأن تحاور، وأن تدير، وأن تعبر عن طموحاتها وآمالها وأمنياتها بحرية كاملة، وأن تقول للخوف كفى.. فاليوم نعيش تحت سقف غيمة ماطرة تنثر بياض موجاتها، والنوارس توشوش الأسماع، معلنة عن رحيل زمن ومجيء آخر يخضب اليدين بحبر المرحلة ويخصب المشاعر بعذوبة النقطة والفاصلة.. كل هذا يعطي الوطن لجام الشد لتمضي الجياد إلى غايات ورايات وساريات، وترفع الألوان الأربعة المبهرة نحو العلا..
كل هذا يضعنا في جوهر التنمية وعند شغاف التطور وتحقيق الأمنيات الكبرى، المرأة كما صرحت به معالي الدكتورة أمل القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي أخذت النسبة الأعلى في العالم بالنسبة لالتحاقها بالتعليم الجامعي، حيث بلغت النسبة 92%.
هذا الرقم، هذا الحلم، هذا هو خير الكلم، هذا الفرح الذي ينعم ويسهم في رفع الجميع لكي ينحنوا إجلالاً لدور المرأة في النهوض بأشجار الوطن وجعلها حقلاً غنياً، ثرياً بالعشب القشيب، واللون الأخضر المهيب.. المرأة بالإرادة الصلبة والعزيمة القوية والطموح اللامحدود تستطيع أن تقول للنجمة إن في القلب مصباحاً مضيئاً، وتستطيع أن تقول للغيمة إن في الروح سحابة ممطرة، وتستطيع أن تقول للرجل، لا تجزع ولا تفزع فتعال لنقرع معاً أجراس الحلم، وتعال لندفع بالتي هي أحسن ونقول للوطن، يا وطن العز والكرامة، أكرمتنا وشرفتنا، فلك منا كل التضحيات وكل البذل والعطاء، لك منا يا وطن، هذه الروح نفرشها سجادة منقوشة بألوان الحب والوفاء والولاء والانتماء.
المرأة اليوم تستطيع أن تبلغ بلوغ الأشجار السامقة والأغصان الباسقة والجبال الشاهقة والنجوم الطارقة والرعود البارقة والشموس المشرقة والأنهار المتدفقة، والنوارس المحدقة، المرأة في الوطن، في الأسرة، في المدرسة، وفي كل مجال من مجالات العمل هي الصقيل الأصيل الجميل، النبيل، الفضيل، المرأة رمش العين في الوطن، والحاجب في الزمن هي الجذر والفنن، هي النسق الواثق المتزن، هي الحضن والحصن والسكن، هي الساحل وعشب المناهل، هي رقية الباحثين عن نثة المطر، وعن قطرة تبلل أغصان الشجر وعن ومضة تضيء غرفة السحر، وعن غمضة الوطن تحت الجفنين، وتقول للسائلين يا سادتي هنا يبدأ السفر وهنا الوطن وهنا الملاذ والمستقر، هنا الغصن والأوراق والجذر وهنا الحب يكبر عندما يكون الوطن بيتاً نحن جدرانه وميزانه، نحن أشجانه وألحانه، نحن أنشودته الخالدة والوتر، هذه التضاريس من السلع حتى شعم.