علي أبو الريش
إطلاق دبلوم الابتكار الحكومي هو إطلاق للفكرة وفتح نافذة واسعة للعقل كي يحقق ذاته ويؤكد وجوده ويبني عرشه على وجه القمر.. صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، يقود المرحلة إلى فضاءات تضع العقل متراساً ونبراساً وتشيد للمعرفة مكانة عالية بين الأمم.. إيماناً من سموه أنه لا مكان للأمم المتواضعة في عطائها ولا مكانة للعقل المبسط.. الإنسان كي يضع أقدامه على الأرض يحتاج إلى تجارب مسبقة يحتاج إلى جرأة، يحتاج إلى عقل يفكر أين وكيف يضع القدمين على الأرض ولما يثق بنفسه يبدأ في الحسنى ثم في زيادة السرعة متوازياً مع عقارب الساعة، متساوياً مع الزمن ولا مكان للمستمرين في مكانهم والمتفرجين على المشهد من فعل وتفاعل.. فالابتكار هو الإنسان، هو أصله وفصله فهذا العقل الرابض في الرأس لم يخلق للتسلية أو للتفكير في الماضي أو للنظر إلى الحاضر بإعجاب فحسب، إنه العقل الذي يؤسس لمراحل ما بعد الغد، العقل الذي يجب أن يكون طائراً يحلق ويحدق ويحقق الأمنيات بجدارة واستحقاق.
الحضارات تتوسع وترتقي عندما يمارس العقل حيويته، وعندما تفقد القدرة على النحو ومواصلة الصعود نحو المعالي فإنها تنام في عتمة التخلف تحت خيمة الانحطاط في مكان بعيد وناء من الماضي المسحوق.
صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد رجل التحولات والوثب فوق الصعاب وتجاوز العقاب يضع العقل أمام العربة لتمضي الحياة باتجاه الحياة وتمضي السفينة نحو إبداع يرسخ الأقدام على أرض لا تقبل الكسالى ولا تعترف بالموتى الأحياء.. هذه هي نظرية الرجل في علاقة بالعقل والحياة وعلاقته بالناس وعلاقته بالكون الأوسع.
سموه يجل العقل بل ويعتبره السراج المنير ومصباح التعلم والابتكار والإبداع ولا حياة للإنسان من دون أدوات النجاح وأول الأدوات العقل المستنير القابض على جمرة الوعي بقوة الإرادة وصلابة العزيمة ومن لا يحترم العقل يعش أبد الدهر ما بين الحفر، حفر التخلف والانزواء والانطواء والانطفاء والاكتواء بنار الحاجة وصقيع التشظي.. سموه يقدم لنا مثالاً للقائد الذي يتقدم شعبه في البذل من أجل عقل لا يكف عن حقن الحضارة بمقومات الحياة.