علي أبو الريش
الابتكار أصبح ثقافة مجتمعية وحكومية راسخة، هذا ما أكده معالي محمد القرقاوي رئيس اللجنة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا، وما من شك.. فعندما يصبح الابتكار شيمة الأوفياء، وقيمة النبلاء والقاسم المشترك ما بين القيادة والشعب، فإن العلاقة بالابتكار تصبح علاقة وجود وتحقيق مصير وإثبات ذات وتأكيد أنا لا تقبل أن تكون إلا في قمة المشهد وعند شغاف النجوم، وهامات السحاب
.. هذه هي سجية، هذه الحكومة، وطوية شعب، وجد المثال النموذج في قيادة ما تنازلت يوماً عن بث النعيم في نفوس الناس أجمعين وما تساهلت يوماً في مواجهة التحدي بتحد أكثر صلابة وجَلَداً وقوة وصبراً وجسارة وحزماً.
الابتكار عندما يصبح في الرؤية مثل القصيدة لدى الشاعر ومثل الحكمة لدى الفيلسوف يكون المجتمع يمشي سوياً على سجادة فحملها من خيوط الحكمة ونسيجها من فتائل القيم، من هنا تبدو الإمارات في حضرة الابتكار والإبداع ونبوغ الفكرة وبلوغ الحلم إلى مصاف الأنهار الصافية، مثل طائر عشه القمم الشم، وسبيله فضاء يتسع الكون وجناحاه يطويان التضاريس بطاقة التفوق والتميز والاستثناء الدائم.
الابتكار اليوم في الإمارات أصبح بوح الصغار والكبار أصبح النجمة التي يغار منها النهار، فيضفي على شرشف الزمن مزيداً من البياض، مزيداً من النصوع، مزيداً من اللألأة، وهكذا، فإن الأثر الوثير في الإمارات هو الابتكار وهو صناعة المستقبل، من قماشة حاضر مستتب آمن مستقر ينعم بقدرة القيادة على تحقيق أسباب السعادة، ونثر عطر الحب في كل مكان ترنو إليه عين إنسان.. الابتكار هو منهج حياة، هو ومضات تضع النور عند نوافذ المتطلعين إلى غد مشرق.. الضالعين في خدمة الوطن بإخلاص وصدق.. الابتكار وحدة الكل في صياغة وجه الكون ورسم اللوحة باتقان وتفانٍ، من أجل حياة أوسع، وحدقة لا تغمض الجفنين إلا على جديد يأتي بعده جديد، ليستمر الجديد مثل عقارب الساعة التي تلغي ساعتها لتبدأ ساعة جديدة.
يبدأ تحديق جديد، يبدأ تدفق يعين الحياة إلى الحياة ويحيك خيوط المعرفة بمعرفة العقل الواعي بحضور الإرادة القوية.. الابتكار وطن الإمارات وشجرة المواطن ونبع القيادة، ثلاثي يصنع الغد، بانسجام وتلاحم وأقدام لا يقبل التردد أو الارتجاف.. الابتكار بحر، ونحن أسماكه التي تأخذ منه أوكسجين الحياة، تأخذ منه حيوية الإبصار في الآفاق والأعماق.
وطوبى للمبدعين.. طوبى للمبتكرين.