علي أبو الريش
«الإنسان الإماراتي أهم ثرواتنا» عبارة مثل الغيمة تبلل كلماتها المسامع كالقطرات، وتنزل نزول البَرَدْ على القلب، فتعشب الروح ويخضر بستان النفس وتبدو الحياة، فيضاً من معاني الصحراء النبيلة، وروضة من رياض الجنة..
عبارة لهج بها لسان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وجاءت بعذوبة النثات ونخوة الرجال الأفذاذ الذين يصنعون الأوطان من خيوط الشمس ويرفعون الإنسان عند هامات النجوم حتى أصبح الوطن قماشة الحرير وصار الإنسان البحر الغرير وتلونت الحياة بأطياف الفخر والاعتزاز..
من يتأمل هذا البوح يتزمل بشرشف الفرح ويرخى سدود الأمل عند جفني التأمل، ناظراً إلى هذا الكون الإماراتي وهو يزخر بأسباب السعادة ويزهر ويزدهر ويثمر، تفاحة الانتصار على كل العقبات، يجد نفسه أمام لوحة تشكيلية مزدانة بريشة الفن على مدار الزمن، يجد نفسه مطوقاً بقلائد وقصائد وموارد أحلام، أعطاها الواقع الجميل مشروعية التدفق والتأنق والتألق والتحديق في مناطق واسعة من الوجود المشجر بأجنحة الطيور الناصعة، ووشوشة الموجات الباذخة وحفيف الأغصان الغضة اليانعة وهفهفة السحابات الثرة.. هذه الكلمات تسافر في زمن فرحنا عبر موجات صوتية، رائعة تمنعنا من المغادرة فنقف في ضراعة الأوفياء تقدم الطاعة ونقول بصوت شعب واحد موحد متحد، لبيك يا وطن السعادة وسمقاً ولا منعاً يا قيادة التواصل والأواصر، هذه الكلمات مثلها يأتي في كل صباح لتشرق الشمس محملة بالدر النفيس، مستوفية دلالة الوطن العاشق وموطن العشاق، هؤلاء الرجال الجهابذة الذين فتحوا نوافذ الحلم ليصير طائراً عيناه هذه البقعة الشاسعة الأصيلة من التضاريس وهذا الأغر، بحر الزعانف الشفيفة والأنساف، الجواد المؤزر بالحب واتساع الدرب الذاهب بالطموحات نحو فضاءات تتسع لها العيون والقلوب والعقول.
إنسان الإمارات الذي حباه الله بقيادة ملأت حقول القلب عشباً قشيباً ونهراً خصيباً ومدىً يمتد بامتداد الدم في الجسد.. كلمات سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الشعلة والشمعة، تسفر وتسافر في المخيلة، فتنمو نخلة العطاء وتصحو في الرأس حروف الألف واللام والحاء والباء، يصير الحب وعداً وطنياً ينبت بين الضلوع كأنه العشب كأنه الخصب كأنه الرطب الجني، هذه الكلمات من عَذبٍ ومن سَهبٍ ومن شُهبٍ ومن نُجُبٍ ومن سُكُبٍ، ومن كتب الصحراء من دفاتر النجباء من محابر النبلاء من مخبار الأصلاء من معجم إماراتي عربي، قلّ مثيله.. بل وندر.. هذه الكلمات تأتي من شواطئ الأنهار الفياضة ومن مواطن الأعناق السامقة والأشواق الباسقة.