الإنترنت بحر الظلمات أحياناً

الإنترنت بحر الظلمات.. أحياناً

الإنترنت بحر الظلمات.. أحياناً

 صوت الإمارات -

الإنترنت بحر الظلمات أحياناً

علي أبو الريش

الجلوس في حضرة وجوه معقوفة على شاشات أصغر من كف اليد، يشعرك بالأذى، ويسرب إلى نفسك إشعاعات سامة، ويدخلك في دوامة الارتباك والضيق، لأن البعض أصبح عبداً مملوكاً لشيء اسمه مواقع التواصل الاجتماعي، لا يملك حريته ولا إرادته ولا حتى مشاعره، فترى الوجوه مغموسة في ضحكات بلهاء ساذجة، لا معنى لها، ولا لون ولا رائحة، لأن العقل الذي ذهب في ظلمات الوعي بات مثلوماً مثل زجاجة قديمة ملقاة على قارعة طريق.

عادات وقيم وأخلاق وأفكار وثقافة تغيرت بفعل هذا الابتلاء العظيم، بشيء يسمى «الإنترنت»، لأن البعض أساء الاستخدام، وأساء الفهم، وأساء الاستيعاب، وصار لا يعرف عن الإنترنت سوى البحث عن مواقع الضحك، النكات والسلوكيات التي لا تليق إلا بأطفال ما قبل العصر الحجري.
الإنترنت عالم مضيء ومشع، تخرج من ثناياه وطياته عوالم وفضاءات رحبة وسخية بالمعلومات، الإنترنت، اختراع مذهل، يقرب البعيد، ويسهل الصعب، ويسلط الضوء على ثقافة موسوعية مدهشة، ولكن البعض يصر على أن يتفه هذا الإبداع البشري، ومصمم على تحويل الأشياء البحثية إلى أشياء رخيصة نجسة وبلا معنى، البعض يقتل وقته، بل ينحره بمثل هذه السلوكيات، مستغرقاً في الضحك، ولا يكتفي بذلك، بل ويصر على تصميم هذه الظاهرة السيئة، لتصبح المعلومة التافهة مشاعة، وتدخل كل بيت، كما تلج كل عقل، البعض لا يشعر بالسعادة إلا عندما ينثر هذه الإشعاعات السامة في كل مكان، فيطلب من الأصدقاء والأقرباء أن يتابعوا ما يتابعه، وأن يشاهدوا ما يشاهده، وأن يكونوا على أتم الاستعداد لفتح تلك المواقع التي تبث الغث وتترك السمين.

البعض مسرور بهذا الاختراع، لأنه لقي ضالته، وقبض على مربط التفاهم، وما عاد يشعر بالضيق، نظراً لأوقاته المديدة التي يقضيها في حضرة الفراغ المريع.. البعض يشكر مخترع الإنترنت لأنه ملأ فراغه الذي كان يسطوه الوهم، وأحلام ما قبل النوم.. نقول الإنترنت اختراع عظيم، وعلينا ألا نسيء استخدامه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإنترنت بحر الظلمات أحياناً الإنترنت بحر الظلمات أحياناً



GMT 05:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

يتفقد أعلى القمم

GMT 05:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا و«تكويعة» أم كلثوم

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

تحولات البعث السوري بين 1963 و2024

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والنظام العربي المقبل

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

2024... سنة كسر عظم المقاومة والممانعة

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 18:04 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 00:42 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كردستان تحتضن معسكر المنتخب العراقي لكرة السلة

GMT 01:57 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

عقبة تُواجه محمد صلاح وساديو ماني أمام برشلونة

GMT 05:18 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ريماس منصور تنشر فيديو قبل خضوعها لعملية جراحية في وجهها

GMT 17:03 2019 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

استقبلي فصل الخريف مع نفحات "العطور الشرقية"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates