بقلم : علي أبو الريش
نحو غاية الإنسان وحماية الأوطان ومجد في الأزمان، تسير الإمارات والسعودية على خارطة طريق ممهدة بالوفاق والاتفاق والاستحقاق، والأشواق المبللة بالحب والقناعة الراسخة، أنه لا طريق إلا طريق الصمود في مواجهة التحديات، وبناء علاقات استراتيجية لا تهزها ولا تغيرها تباريح، هكذا تذهب قيادة الإمارات مع المملكة مع العمق التاريخي والثراء الجغرافي بمعاني القوة والنخوة وصبوة الفرسان ومنهج الشجعان، هذا ما أفرزته عاصفة الحزم، هذا ما أنتجته الأيام العصيبة حين تنادى الرجال، وكل شد الحزام، وقال لبيك يا وطن، لبيك يا ضرغام، واستطاعت قوة الأحشام أن تروي الظمأ، وأن تشفي الغليل، وترد وتصد من أراد لليمن الهلاك والضياع والتشرذم وبيعه.
الإمارات والسعودية سارتا معاً في طريق الحرير من أجل خليج عربي لا تشوبه شائبة الباطنية ولا تصيبه خائبة العنجهية، خليج يمتد ذراعاً واسعاً كأغصان النخلة باتجاه عروبة تحتاج كثيراً إلى بلح الحياة، تحتاج كثيراً إلى ظلال يوم لا ظل إلا ظل التعاضد والتعاون والتلاحم كجسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء، فنحن هكذا، التاريخ يفرض علينا الانسجام ولا بناء لقطر عربي واحد من دون الامتداد الطبيعي إلى سائر الأقطار..
ومن يتربص ومن يفكر في الخوض في مياه خليجنا يعرف ذلك جيداً، فلم يتجرأ أحد على تلويث فرات العراق، إلا عندما أصبح لقمة سائغة للحابل والنابل، ولم يسقط لبنان بأيدي العباءات السود إلا عندما أصبح يبحث عن رئيس له في ملفات مجلس «قم»، ولم تبع سوريا مآثر سومر وآثار تدمر إلا بعد أن أصبح الإرث متاعاً ومشاعاً للغير.. ولكن للتاريخ ذاكرة حديدة لا تنسى ولا تسلى، والحقوق لا تضيع بالتقادم، وما فلت من اليد اليمنى لا بد أن تتلقفه اليد اليسرى، ومادام الشرفاء قد جعلوا من أعينهم مصابيح رؤى ومن جباههم، ساريات أعلام، فلن يضيع حق وراءه مطالب، هكذا علمنا التاريخ، وهكذا يضرب النجباء في الإمارات والسعودية المثال والنموذج في التصدي والمواجهة بصلابة الرجال وجَلَد الحكماء، وهكذا يثبت البلدان أن في التضامن قوة، وفي التبعثر ضعفاً وهواناً. ولا أحد يستطيع أن يطل على أفنية منازلنا طالما أصبحت الجدران عالية.. والشيم رفيعة، والقيم بمستوى جبال رأس الخيمة، واتساع تضاريس النفوس الطيبة.. الإمارات والسعودية في الطريق إلى نعيم العروبة وشفاء الجروح التي ألمت بالجسد العربي.. الإمارات والسعودية طلقة واحدة باتجاه من يغدر ومن يفجر.