بقلم : علي أبو الريش
لماذا لا تكون سعيدة، لماذا لا تكون فريدة، لماذا لا تكون مجيدة، وهي قصيدة، عصماء فيحاء، شماء تصوغ أبياتها قيادة رشيدة، وبحرها الموزون شعب ينادي لبيك يا وطن، لبيك يا فنن، لبيك يا شجن، لبيك يا أرض الرجال الأوفياء.
لماذا لا تكون الإمارات سعيدة، وهي مكللة بأشجار الازدهار، وأزهار الانبهار، مجللة بقيم، ونعم، وشيم، وخيمة الحلم يسندها وتد من البدء حتى الأبد، والناس نجوم يضيء بعضها بعضاً، وكلها في الضوء خيوط لقماشة الفرح، وإنتاج السعادة، كماء عذب يتدفق من عيون الأرض، عيون النساء الحالمات بوطن يملأ القلب عشب الكبرياء، لماذا لا تكون الإمارات سعيدة، والبحر والصحراء صارا نهراً من عطاء، وبذل القيادة جدول لا يكف، ولا يجف، ولا يخف، بل يقطف في كل صباح من بساتين المجد مجداً ووجداً، ويهب ألوانها الزاهية، يهب الناس بوحهم الذي يريدون.
لماذا لا تكون الإمارات سعيدة، وهذا البحر، يسفر عن كامنه، ويفصح عن در، مبعثه القلوب الوفية، والنفوس الزكية، والأرواح النقية، هذا البحر، بحر العطاء، بحر السخاء، بحر الالتقاء عند قواسم مشتركة، ومواجهة التحديات بقلوب تسلحت بالإيمان، وعقول ازدانت برزانة التعاطي من دون إفراط أو تفريط.
لماذا لا تكون الإمارات سعيدة، وقد تشقشق نور الرؤية من خلال أستار الظلام الإنساني، انطلق شهاباً وكتاباً، هنا في فِناء الذاكرة أزهرت الطموحات، وأثمرت وأينعت، وتقدم الرجال النبلاء، في اصطفاف نجيب، نحو المستقبل، نحو الإشراقة المضيئة، نحو آمال الناس وأمنياتهم، ومتطلبات حياتهم، فلا أحد هنا يطلب، بل الأشياء تأتي بسلاسة الماء في الجداول، التفاصيل تنثها غيمة الحب، حتى أصبح الحب دستوراً وقانوناً، تشرعه النفوس الأبية. وتقرأ العيون في العيون، وتلحظه القلوب في القلوب، والدروب متسعة إلى درجة أن العلاقة ما بين الأكتاف تمتد بامتداد الأفق.
لماذا لا تكون الإمارات سعيدة، وهذا النشيد الكوني يعلو صوته صباحاً ومساءً، والناس سواسية كأسنان المشط، والمواطن والمقيم يعيشان في كنف واحد، والهدف بناء المستقبل، الهدف صناعة الغد من حرير المودة وسؤدد الخطوات وثبات المبادئ، واتساع رقعة الوعي بأهمية أن يكون الناس جميعاً مشاريع أنهار لشجرة عملاقة اسمها الوطن. لماذا لا تكون الإمارات سعيدة، وقد استبدل الإنسان النرجسية بالعالمية، والتفاني من أجل الآخر لأنه غصن من أغصان الشجرة التي تظلل الجميع، وتحمي الجميع من لظى الحاجة الحارقة وشظف العوز المؤلم. لماذا لا تكون الإمارات سعيدة والإنسان يعيش فيها من دون عقد نقص ولا موروثات كآبة، ولا أحزان تاريخية كما هي عند من لا يجدون في الحياة غير الطائر المعمم بالسواد.