بقلم : علي أبو الريش
الإمارات في التوجه والاتجاه تعرف للحق مستواه، تعرف للحقيقة أجنحة لا ترفرف إلا عند شواطئ البياض، الإمارات في السرد السياسي، طائر يغرف عند قمة الشجرة، يحدق في الأمكنة بكل حكمة وفطنة، ويمضي بمركب الحياة نحو مسارات وغايات، جدولها هذا الوعي بأهمية التصالح مع النفس لضرورة الالتقاء مع الآخر بكل شفافية وعافية، والزيارة الميمونة التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى روسيا الاتحادية، تأتي ضمن هذا التغريد السياسي المحكم بثوابت وأصول وفصول، تأتي لترسخ وعياً إماراتياً شامخاً لا يكل ولا يمل في توسيع الحدقة، وتثبيت البوصلة باتجاه عالم تتسع أذرعته وتمتد لتشمل سقف السماء وسجادة الأرض.
الإمارات بسياسة رزينة، رصينة، أمينة تسير بخطوات الليوث، وتنث بقطرات الغيوث، وتمنح الفضاء الإنساني ألوان الزهر، وعبق العطر، ونسق البحر وعذوبة النهر، واخضرار الشجر وامتداد الدهر، ومتانة الجذر وغزارة المطر، ونصوع البدر وشموخ الطائر الحر، الإمارات بسياسة التوازن تضع الإنسانية في الفضاء الآمن، وتضع مفردات القصيدة السياسية ضمن سياقها الموزون، وطورها المأمون في الجوهر المكنون. الإمارات مع العالم في سعيه الدؤوب في قطع دابر الإرهاب، والاكتئاب والعذاب، لأنها تنطلق من ثوابت القائد المؤسس الذي سار على نهجه ومنهجه، خليفة الخير، هي ثوابت الاحترام المتبادل، وتقدير جهود الخيرين من بني البشر، الذين يحثون الخطوات نحو ترتيب البيت البشري، وتنقيته من شوائب الحقد وخرائب الكراهية، ومنذ بدء التاريخ وبلادنا تعمل جاهدة لاستتباب أمن العالم وسلامته ونقائه وصفائه ورخائه وثرائه، بمخزون ثقافة الحب والانتماء إلى الحلم البشري في تأسيس بنى تحتية ثقافية قائمة على التسامح والتعاون والانسجام والالتئام والذهاب بالقارب العالمي نحو شواطئ لا يغزوها غث ولا يطأها رث، إيماناً من قيادتنا الرشيدة أن تطور العقل البشري لن يصل إلى مبتغاه إلا بتكاتف الجهود والتحالف جميعاً، ضد شيطان القتل والفتك والهتك.
الإمارات بهذه المعاني الجميلة استطاعت أن تكسب ود العالم واحترامه، وتقديره، حتى صارت اليوم قِبلة العيون، وقُبلة القلوب التي تأتي إلينا، شغوفة، لهوفة وتعيش والسعادة تلفها والفرحة تكتنفها. الإمارات بهذه الحنكة السياسية أصبحت الشعلة على رأس العلم، أصبحت الشمعة عند شفرة القلم، وأصبحت اسماً بخير الكلم. هذه هي الإمارات.