علي أبو الريش
العلاقة التي تربط الإمارات بأميركا، علاقة ود واحترام وتقدير، علاقة مشمولة بالمصالح التي تهم البلدين، علاقة أكدت الأحداث أنها مبنية على القواسم المشتركة في مواجهة الكثير من التحديات، ومن أهمها الإرهاب، والذي بات الصوت الأعلى الذي يؤرق العالم، ويصم آذانه ويرق قلبه.. الإمارات منذ البدء وعت لهذا الخطر قبل غيرها، وتعاملت معه بوعي وشفافية، وعالجته بكل حكمة وفطنة بفضل القيادة الرشيدة التي لم تدخر وسعاً في حماية الوطن والمواطن من هذا الوحش الضاري.
اليوم وبعد الأحداث الدامية التي مرت بها المنطقة، أصبح من المنطق أن يلتقي الأصدقاء وأن يتم تداول الأحداث الجِسام بصراحة متناهية من دون غشاوة، لأن الخطر لا يستثني أحداً، وأن العدو معروف أنه يواجه العالم بهمجية وعشوائية، وهدفه الأساسي تدمير البنية التحتية للحضارة الإنسانية وإعادة البشرية إلى ما قبل التاريخ، ونشر الفوضى في العالم، ومن المؤسف جداً أن هناك دولاً بعينها ترعي هذا الإرهاب، بغباء فاحش ظناً منها أنها تستطيع أن تتنفس بين أضلع الشعوب بدعمها لهذا الإرهاب، وهذا هو خطأ الحسابات الكارثي.. الإمارات وأميركا، تسعيان دوماً لمحاصرة المعضلات بتقديم المصالح العامة على المصالح الضيقة، والسير بالعلاقات نحو بحار دافئة، لا تسطو عليها السياسات العصبية، وكل هذا يتم بفضل رزانة سياسة بلادنا، ورصانة العمل الدبلوماسي الذي مهَّد الطريق لتفاهمات سياسية حول الكثير من القضايا، ومنها القضية اليمنية، والتي لولا وعي قيادتنا الرشيدة، ومساندتها الحثيثة للمملكة العربية السعودية لما تم دحر العدوان الحوثي على الشرعية اليمنية، والمدعوم من دول إقليمية استغلت المياه العكرة فخاضت فيها بكل حماقة واستهتار، ولكن السرعة والإبداع السياسي لدول التحالف العربي كسر كل المعادلات وأجهض المحاولات وهزم الخطيئة، عندما هبت عاصفة الحزم، لتنقذ الشعب اليمني من طاعون العصر، وتهب عشاق الحرية الحق في الحياة، والخروج من نفق الظلام الذي أسدلته الغيوم الحوثية، حتى صار كسوفاً، كان لابد من التدخل ولابد من إزالته بالاعتماد على الإرادة الصلبة، وقوة العزيمة التي تحلت بها دول التحالف العربي.