علي أبو الريش
قيل إن ملكاً كان يعشق اقتناء المراوح، وفي يوم من الأيام مرَّ بجانب قصره، أحد الباعة، فلفت نظره فناداه إلى القصر، ودخل الرجل وفي يده حزمة من المراوح، فسأله الملك عن سعر المروحة الواحدة، فقال له، إنها بمائة دينار، فاستغرب الملك، وقال دهشاً إنها مراوح عادية ولا تساوي فلساً، فأجاب البائع بثقة إنها مراوح نادرة، وتعيش لمدة مائة عام ولا تتلف، وبعد مداولات أذعن الملك لرغبة البائع واشترى مروحة، واشترط على البائع أنه لو لم يصح ما أفاد به، فسوف يتعرَّض للخطر، فهز البائع رأسه، وقال أنا موافق لأنني أعرف مراوحي إنها لا تبور.
وبعد أسبوع مرّ البائع بجانب القصر واستغرب الملك لتصرفه، وقال في نفسه، فإما أن يكون هذا الرجل مجنوناً أو مخادعاً، فالمروحة التي اشتراها منه تلفت بعد أسبوع، وهو يعرف مصيره في هذا الشأن.
طلب الملك من أحد حراسه أن ينادي البائع، فجاءه مُختالاً ضاحكاً، وسأل الملك عن حال المروحة فأجابه بامتعاض وغضب، لقد تلفت مروحتك في الأسبوع الأول أيها المخادع.
ضحك البائع، وقال لا يمكن أن يحصل هذا، فأجاب الملك.. أنظر إنها مخلعة وبائسة.
فقال البائع، يبدو أن الخطأ فيك يا أيها الملك وليس في المروحة، فاشتاط الملك غضباً، من بلاهة البائع وعدم خوفه من المصير الذي ينتظره، فقال للبائع أتسخر مني أيها الطرير؟
قال البائع، لا يا جناب الملك، ولكنني أدعوك كي تريني كيف كنت تستعمل المروحة.
فأخذ الملك المروحة، وصار يلوح بها كالمعتاد وكما يفعل الناس.
غض البائع جبينه وقال، هنا يكمن الخطأ.
الملك كيف؟ البائع، كان على جنابك، أن تبقي المروحة ثابتة، وتلوح أنت برأسك.
ما فعله البائع هو ما يفعله الإرهابي، هو التزمت والخداع، والمخاتلة، وبيع الناس، سلعاً فاسدة.