علي ابو الريش
الإرهاب جريمة لا تُغتفر، هو بالمختصر، تسويف وتحريف وتخريف وتجريف وتوظيف لمشاعر عدوانية ضلالية، ظلامية ظالمة، ناقمة متفاقمة، متوهمة، غاشمة، لا هدف لها سوى التدمير وتدبير الخراب واليباب والسراب والاحتراب، والاضطراب، وتحويل المجتمعات إلى غابة غوغائية ديماغوغية فوضوية عابثة متفشية، كالداء العضال.. التعاطف مع الإرهاب تحت أي ذريعة، هو مشاركة فعلية مندسة تحت ثياب رثة، هو تسريب للحقيقة، ضمن ثقوب في الأدمغة الفارغة.
الإرهاب، كتلة الألم، تصيب الناس، عندما تنحني الرؤوس، بحثاً عن أحافير بائسة نابسة بالفحشاء والمنكر، قابسة بالفجور والثبور.. الإرهاب، وعد كاذب، يحيك حبائله حول أعناق من يغردوا فيقرروا الانضمام إلى جماعة الشيطان وعصبة الفعل المشين.
الإرهاب، وصمة في جبين الشعوب، في زمن يتطلب من الجميع، التحزم بالعقل والأخذ بأسباب الوعي، والذهاب بالفكر نحو غايات البناء، والانتماء إلى وطن واحد، يضم الجميع في أحضانه يجمعهم على خير المصير، وفضيلة العمل.
الإرهاب، الفأس الذي يجز جذع الشجرة الواحدة، ويحول أغصانها إلى أخشاب مسندة، عاجفة راجفة متطرفة في العبوس.
الإرهاب، فعل الكائنات المتوحشة، القابضة على جمرة الحقد والكراهية، المتشبثة بالدمار والخراب كوسيلة لتحقيق مآرب إبليس.
الإرهاب، بمخالب القبح وأنياب الرذيلة، يسطو على ضمائر الناس، فيحيل الحدائق الغناء إلى بقع متصحرة، مقفرة، متجذرة في الشح والقبح.
الإرهاب، وسيلة الذين يريدون تشويه الوجه الإنساني، وتلوينه بالكآبة، والحزن، الإرهاب كائن لا يروق له العيش إلا في قمامة التاريخ، وفضلات الحضارات البائدة، الإرهاب شر لابد وأن يتقيه كل عاقل رشيد.