إيران  تركيا ومعضلة الأيديولوجيا

إيران - تركيا ومعضلة الأيديولوجيا

إيران - تركيا ومعضلة الأيديولوجيا

 صوت الإمارات -

إيران  تركيا ومعضلة الأيديولوجيا

علي أبو الريش

في الحرب على الإرهاب، يدخل القاسم المشترك، ما بين دولتين ليستا على خطٍ متواز في المعتقد، وإنما في الخط المستطيل المتقابل نراهما، في التدخل في الشأن العربي.. لماذا؟..

القراءة، للبعد السياسي، تدلنا على أن هناك لا شعوراً جمعياً، يؤلف بين إيران وتركيا، في اندفاعهما، باتجاه المشرط الذي جرح الواقع العربي، وجعله عرضة لنهب الأيديولوجيا السياسية، والأطماع، التاريخية.. إيران استغلت الضعف العربي، فانتبهت إلى ماض قديم تريد إيقاظه، واستعادة مجد وهمي، وكذلك تركيا لم يزل الحلم العثماني يشكل هاجساً قوياً ومقلقاً في رأس الأردوغان، ولكن هذه المرة، بصورة معدلة، ترتدي ثياباً إخوانياً تارة، وتارة أخرى ترتدي ثوباً ليبرالياً مغموساً بدم عثمان.
المهم في الأمر، ما كان لإيران أن توقظ البائد ولا لتركيا أن تتدغدغ بأظافر ماضوية لولا غياب الحلم العربي واندثاره تحت ركام من حروب داحس والغبراء السياسية، التي أضعفت الأثر العربي، وخلخلت موازينه، بحيث صارت كل دولة عربية تغرد خارج سربها العربي وتفسر النص التاريخي العربي حسب معطيات واقعها ضيق النظر.. والآن، وبعد أن صار الفأس في الرأس، صار لا بد أن يعي العرب أن قوتهم في تآلفهم وقبولهم لأطيافهم السياسية مهما بلغت من ألوان فاقعة لأجل وضع حد جازم وحازم، لهذا الاندفاع، الشيطاني لدول إقليمية كبرت وتضخمت على حساب الترهل العربي، وبالفعل بات العربي اليوم على مقربة من تقاسم رغيف الهم القوي واتضحت الصورة لدى الجميع، لكي يقفوا يداً بيد، وكتفاً بكتف، لصد العدوان عن حياضهم ومواجهة الحقد التاريخي بوعي، ودراية حفاظاً على التاريخ، وصيانة للمكتسب الوجودي، فلا يمكن لبقاء على الأرض والقوى الأخرى تتورم، وتتوسع وترش مياهها الساخنة كي تحرق الأوراق، وتشوي الوجوه.

العرب بحاجة إلى التفاهم على قواسم مشتركة للحفاظ على الوجود ولسد القدود ومنع المخالب من التوغل إلى الجسد العربي.. العرب بحاجة إلى هبَّة سياسية تمنع اندفاع الأطماع، وتكبح جماح الخيول الرافسة على تراب العرب.. العرب أقوياء في تفاهمهم، أشداء في تراحمهم على بعض، والآخرون لن يتقهقروا إلا إذا تعافى الجسد العربي وصحت بنيته وتخلص من الضعف.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران  تركيا ومعضلة الأيديولوجيا إيران  تركيا ومعضلة الأيديولوجيا



GMT 05:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

يتفقد أعلى القمم

GMT 05:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا و«تكويعة» أم كلثوم

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

تحولات البعث السوري بين 1963 و2024

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والنظام العربي المقبل

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

2024... سنة كسر عظم المقاومة والممانعة

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 18:04 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 00:42 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كردستان تحتضن معسكر المنتخب العراقي لكرة السلة

GMT 01:57 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

عقبة تُواجه محمد صلاح وساديو ماني أمام برشلونة

GMT 05:18 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ريماس منصور تنشر فيديو قبل خضوعها لعملية جراحية في وجهها

GMT 17:03 2019 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

استقبلي فصل الخريف مع نفحات "العطور الشرقية"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates