بقلم : علي أبو الريش
لعطائك سيدة الوطن، ضوء القمر وثراء النهر ورخاء الشجر وحلم طائر لون السماء بخلود مزدهر وطموح زمن شقشق عند الفجر، سهرت وبذلت وأعطيت وأسخيت فأثريت الزمان والمكان، سعادة للإنسان، وها هو الوطن اليوم يرفل بفستان الفرح مجترحاً من سناء النجمة نوراً ومن سخاء الغيمة مطراً والعالم يفصح عن هفهفة الأوراق في أشجار القلب ويسهب في الحب، يذهب في الخصب، يذهب بالصحب، لأن الوطن صار باسم عطائك نهراً روافده نساء رؤومات، شامخات، سامقات، باسقات ارتوين من عذوبة بذلك فارتفعت هاماتهن ونصعت جباههن وصارت أعناقهن جدائل نخل باذخ.
أم الإمارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، النبع النقي والنبت المضمخ بعطر الأرض والقيم العالية وأخلاق الصحراء وشيم الأوفياء والأنقياء والأصفياء والأتقياء والنبلاء والنابهين الذين صاغوا الوطن حللاً وجواهر حتى أصبحت الربوع شموعاً والشطآن ضياء ونصوعاً على يديك الطاهرتين، ترعرعت وأينعت نساء الوطن، صرن بالطموحات شهباً ونيازك، صرن بالتطلعات أجنحة ترفرف بالفخر والاعتزاز، صرن بالثقة موجات تحرك السواحل بقوة الإرادة وصلابة العزيمة وتماسك الشيمة.
سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك بإيمانك وإخلاصك وصدقك عبرت المرأة في بلادنا شارع الأمنيات باتزان وأمان وحنان، صارت المرأة قامة العمل الوطني ومقامة التطور والرقي وقيامة الأحلام المزدانة بعقل وقلب، برخاء مشاعرك الإنسانية نسجت المرأة في بلادنا قماشة تطورها من حرير الوعي والدراية والعناية والرعاية والكفاية والحماية واستطاعت أن تبعث برسالة شديدة التألق والتدفق والتأنق إلى من يهمه الأمر، أن المرأة حاضرة بجهدها وفعلها وعملها كامنة في الوطن كأنها الجوهر المكنون تضيء صدور الرجال بثباتها ورسوخها وشموخها، وصفاء المعنى والمغزى ونقاء السريرة.
هذه هي المرأة التي نهلت من مخزون تعبك ومكنون قلبك فتماهت وتسامت ووصلت بالجهد إلى مراتب العلا مستفيدة من فضاء الحرية والشفافية، مستثمرة كل هذا النث والحث والبث لأجل أن يصبح الوطن وطن الرجل والمرأة يذهبان معاً نحو غايات النشوء والارتقاء ويحققان أمل القيادة في وطن لا تشوبه شائبة ولا تعيقه خائبة، وطن يزهر ويزدهر بجباه أبنائه، ويعلو صوته وصيته بسواعدهم وتنمو أشجار تطوره من فوح وبوح، هذا النهر المتعاظم دهراً وطوراً وسِبراً، هذا وطن الشرفاء الذين أسسوا جيل الأوفياء.