أبو «الأربعة سلندر» منتشياً

أبو «الأربعة سلندر» منتشياً

أبو «الأربعة سلندر» منتشياً

 صوت الإمارات -

أبو «الأربعة سلندر» منتشياً

علي ابو الريش

الآن سيعرف أصحاب الثمانية والاثني عشر سلندر قيمة «الكامري» وهي تختال ضاحكة في الشوارع مبتهجة مثل غزالة في عمر التحديد في غابة ملأى بالعشب القشيب.. الآن سيعض البعض الذي اقترض من البنك الآلاف من أجل الكشخة، والاسترخاء على الكراسي المتحركة أوتوماتيكياً، وكأنه يمتطي حبال أرجوحة أسطورية جاءت من الأبد وإلى الأبد، بنان الندم.

شكراً «للرفع» لأنه أبهج مشاعر أصحاب السيارات ذات الأربعة سلندر، وأحسسهم بقيمة الحياة من دون قلق أو رعب من محطات البنزين، خاصة عندما يرون عقارب ساعة «الروزنة» تشير إلى خواء جوف خزان الوقود.
شكراً للقرارات والقوانين التي تفرمل الطيش والشطط، وتحد من الاستهلاك الذي لا مبرر له سوى المظهر الخارجي، شكراً للذين أيدوا قرار رفع الأسعار عبر وسائل التواصل الاجتماعي وهم كثر، وكثر الله خيرهم، لأنهم فضلوا مصلحة البلد على المصالح الشخصية والمظاهر السطحية.. وكم نحن بحاجة إلى قرارات في مناطق كثيرة من حياتنا من أجل تهدئة النفوس، ولجم النظرات الأبعد من تضاريس إمكاناتنا المادية والمعنوية، كم نحن بحاجة إلى مثل هذه القرارات التي تضع حداً فاصلاً ما بين فضيلة الاستهلاك ورذيلة الاندفاع، بشكل جنوني وراء ألوان براقة لا قيمة لها في الواقع. كم نحن بحاجة إلى قرارات توعية للشباب بالذات واستدعاء التاريخ والصور الماضوية لآباء وأجداد نحتوا في الصخر من أجل لقمة العيش، ومن أجل البقاء، ومن أجل بناء حضارة الإنتاج وتأكيد الوجود، كم نحن بحاجة إلى قرارات حازمة تحسم الأمور ولا تلتفت إلى القيل والقال، فليس كل ما يطالب به البعض هو حق وعلى الدولة أن تنفذه، فهناك حقوق للبلد وللأجيال القادمة، لا بد من صيانتها والحفاظ عليها، ومنع التبذير والإسراف والتفريط في عرق الذين يجتهدون لإرضاء من لا يعمل إلا «بالقطعة» مثل ثلاجات البيبسي.. كم نحن بحاجة إلى قرارات تقضي على فساد النفوس فساداً مبرماً، وتهزم هذه النظرات الفوقية والمتعالية على الواقع، كم نحن بحاجة إلى قرارات تؤكد أن الفرد جزء من المجتمع، وكل ما يسلكه الفرد يسيء إلى المجتمع وعابرات القارات التي تجوب الشوارع ليلاً وحتى مطلع الفجر تحتاج إلى مثل هذه القرارات وأقوى منها، ليفهم البعض أن الله حق، وأن في الليل سباتاً من أجل طاقة نهارية تخدم الوطن وتؤدي الواجب تجاه الوطن. كم نحن بحاجة إلى قرارات تفك الاشتباك بين قرار المجتمع الإنساني وقرار الفرد الأناني.. وكم.. وكم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أبو «الأربعة سلندر» منتشياً أبو «الأربعة سلندر» منتشياً



GMT 05:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

يتفقد أعلى القمم

GMT 05:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا و«تكويعة» أم كلثوم

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

تحولات البعث السوري بين 1963 و2024

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والنظام العربي المقبل

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

2024... سنة كسر عظم المقاومة والممانعة

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 00:23 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 08:23 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 20:55 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الهجرة الكندي يؤكد أن بلاده بحاجة ماسة للمهاجرين

GMT 08:24 2016 الأحد ,28 شباط / فبراير

3 وجهات سياحيّة لملاقاة الدببة

GMT 03:37 2015 الإثنين ,08 حزيران / يونيو

عسر القراءة نتيجة سوء تواصل بين منطقتين في الدماغ

GMT 22:45 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

استمتع بتجربة مُميزة داخل فندق الثلج الكندي

GMT 02:49 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

ليال عبود تعلن عن مقاضاتها لأبو طلال وتلفزيون الجديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates