«الدولي للكتاب» احتفاء وانتماء

«الدولي للكتاب» احتفاء وانتماء

«الدولي للكتاب» احتفاء وانتماء

 صوت الإمارات -

«الدولي للكتاب» احتفاء وانتماء

علي أبو الريش

عندما يحضر الكتاب تفتح السماء صفحات الأمل، وينبت زرع النجوم ويشرق القمر وتخيط الشمس حرير الوعي على قماشة الحياة.. وهكذا قدم مركز دبي الدولي للكتاب وبالتعاون مع اتحاد الكتّاب، نفسهما كمداواة للحبر ومبراة لبعض أحلامنا وأمنياتنا، فعندما تأتلف السحابات عند مفصل التاريخ المبتهج تبدو القطرات زلالية شفافة إلى حد النصوع..

 هكذا كان اللقاء مع كوكبة من حملوا الهم الوطني وساروا يسطرون حقب التاريخ وأيامه من حبات التراب، من وشوشة الموجة، من حفيف النخلة من عزف الطير الغارق في أتون المعرفة الفطرية..

هكذا انسجمنا ونسجنا ابتسامات مشفوعة ببريق العيون التي طالما اشتاقت وتاقت إلى وجوه هي في المبتدأ والخبر علامات فارقة هي النقطة والفاصلة، هي العبارة المجلجلة المجللة بالحب، المسكوبة في وعاء الذاكرة، حلماً أزلياً، وللأبد يخطو، صحيح أن في المشهد من غاب واستطاب الغياب، في عوالم ما بعد الحياة، لكن هؤلاء يسجلون الحضور دوماً لأنهم في الموت يخترقون حاجز الصمت ويعلنون الصيحة شعرياً، فهل ننسى أحمد راشد ثاني مبدعاً كونياً.. لا أعتقد.. لذلك فإن جهود الشاعر المبدع إبراهيم الهاشمي في صياغة هذه الباقة من ورود الوطن، ووضعها في المكان المناسب في الوقت المناسب، وكلماته الدافئة كانت شرشف أزمنة تاقت أن تحضر في زمن الضجيج.. هذا التكوين الجديد، هذا التلوين المجيد، هذا التمتين لعلاقة خيوط المعطف كان له الأثر الكبير في نفوس الأحبة، كان الجمرة التي سخنت فناجين القهوة في بيت سعيد بن مكتوم ذلك المكان الذي تحدث كثيراً عن الزمان والأشجان، وعن وجدان أناس رحلوا وما رحلوا طالما بقيت الذاكرة محفورة في ثنايا غرف الحياة.. ونحن في ذلك المكان، تلك المنطقة النائية في القلب والعشاق يحتفون بابتسامات رشاقتها في ألفتها وحميميتها، يشعر الإنسان أن من الخطأ الاعتقاد بأن الإنسان يولد مرة واحدة، بل إن كل لحظة لقاء مع الصدق تكون ولادة جديدة تجدد خلايا الصيرورة وتعيد للكينونة لسانها وشفتيها لتقول للحاضرين طوبى لكم جميعاً، أنتم من تعلموننا كل يوم، كيف نفتح جفوننا لنرى العالم بعيون من غير نظارة سوداء، ومن غير رموش مصطنعة..

أنتم سادتي تعلموننا كيف يكون للحلم أصابع وقلم وقرطاس.. أنتم أحبتي الذين تلونون أيامنا من لون الموجة وتعبقون حياتنا من أثير الحب وتدفئون قلوبنا بوثير السحابات الممطرة.. شكراً لمركز دبي الدولي للكتاب، شكراً للذين سجلوا الحضور ومعذرة للذين غابوا، فهذا يومكم يا سادة، هذا تاريخ ميلادكم عندما تكونون في حضرة الكتاب والكُتّاب.. والحب كل الحب للذين اجتهدوا وفكروا ليصير الجهد أشجاراً وارفة والفكرة زهرة مسائية فواحة.

Ali.AbuAlReesh@alIttihad.ae

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الدولي للكتاب» احتفاء وانتماء «الدولي للكتاب» احتفاء وانتماء



GMT 05:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

يتفقد أعلى القمم

GMT 05:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا و«تكويعة» أم كلثوم

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

تحولات البعث السوري بين 1963 و2024

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والنظام العربي المقبل

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

2024... سنة كسر عظم المقاومة والممانعة

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 08:02 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

جورج وسوف يستقبل أحد مواهب"The Voice Kids" فى منزله

GMT 02:49 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة صينية الخضار والدجاج المحمّرة في الفرن

GMT 14:30 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

صغير الزرافة يتصدى لهجوم الأسد ويضربه على رأسه
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates