علي أبو الريش
نفخر بهذا الذخر وهذا الستر وهذا البحر السخي من أجل رخاء العالم وسعادته ونهضته وخلاصه من مخالب الفقر والمرض والأمية.. نفخر لأن هذه المؤسسة يقودها رجال أوفياء للإنسانية ينتمون إلى الحقيقة ويكرسون جهودهم من أجل إثراء الكون بالحب والتعاطف والتكاتف والتآلف.. نفخر ونعتز لأن هذه المؤسسة شجرة وارفة الظلال نبتت على أرض الإمارات تنهل من معين زايد الخير وفضيلة خليفة البِر والتقوى، نفخر والعالم معنا يصفق اعتزازاً بهذا المنجز العملاق الذي مدّ الظل حتى جاور الأحداق وملأ الآفاق وأصبحت لهذه المؤسسة مناطق واسعة في قلوب الناس أجمعين، لأنها عملت منذ البداية على تحقيق الأمل وبث الشعاع في المقل وبعث الحياة في الأراضي القاحلة وإنشاء مراكز الوعي في المناطق المظلمة وبسط اللون الأبيض أجنحة ترفرف متقصية معاناة الآخرين وعللهم لتكون البلسم والميسم الذي يمنع المرض ويرفع قهر العاهات.
مؤسسة خليفة الإنسانية عملت منذ البدء على توفير الأمان الصحي وتوفير موائل الاستقرار لكل محتاج في كل أرجاء العالم من دون تمييز أو توقف عند لون أو عرق أو دين، فالمبدأ الأساسي يتجه نحو الإنسان في كل مكان، المبدأ الأساسي يريد أن يكون المعجم الكوني الذي يعيد قراءة المصطلحات البشرية على أساس أننا كلنا من آدم وآدم من تراب، ولذلك كان لابد لرجالنا المتفانين أن يكونوا على قدر المسؤولية والالتزام الأخلاقي والديني والإنساني، وقد حققوا ما رسمته المؤسسة من قيم وساروا على النهج وأفرحوا المهج وسددوا الخطى باتجاه المعاني الجميلة والأسس النبيلة حتى طافت القافلة إلى نحو 70 دولة في العالم وكلها ارتوت من شهد الأعمال الجليلة، كلها أخذت من معين العطاء الجزيل وكلها تظللت حتى أغصان شجرة الإمارات السامقة وكلها ذاقت الرحيق، شاكرة للجهود النيرة، مبتهلة أن تتم النعمة على دولة الإمارات ويجعلها الله دوماً المكان الذي تلوذ إليه القلوب المكتوية بالإجحاف.