بقلم : علي أبو الريش
للمرأة أيام وقرون، وللمرأة كل الإبداع والفنون، لأنها الفيض ولأنها بيت القلم والنون، وما يسطرون، لأنها في البدء حضن وحصن وغصن، وفن، ومَن، وسكن، وزمن، والعطاء الحسن.
للمرأة أيام، وعقود وحِقب، وطور، وسور، وأسور وخصب، ونهار تضيء عشبه، من مقلة ما عرفت السغب وقلب ما ملّ التعب، وليل أقماره مهج ولهج، ووهج. ونسق العطاءات،
والسخاء العذب.. للمرأة عهد ووعد، ومهد، أسست بنيانه من خصال ونصال، ووصال، وجاشت بالروح، لأجل وطن ينهض بالسواعد، وزمن يحض خطاه، باتجاه آفاق أنصع من الذهب.
المرأة في بلادي غافة الصحراء، ونخلة العطاء، وعشب الحياة، وموجة وشوشة في الآذان، كي تهب وتسكب من رحيق الحب، صفاء ونقاء وانتماء وولاء ووفاء، لا ينضب ولا يقضب، ولا يجدب ولا ينكب.. المرأة في بلادي، النهر والنحر، والبحر والفجر، والسهر، والدهر في خلوده ووجوده وجوده.
المرأة في بلادي، أم الشهداء، والبواسل الأشداء، نالت شرف العطاء منذ أن هبت قوافل الخير، باتجاه القضية العادلة، وساندت وعضدت، وما تراخت وما تهاونت، بل تفانت، تجزل في العطاء، فخورة بالوطن، تعتز بأبنائه الرجال الأفذاذ الجهابذة.
المرأة في بلادي، الأسور والمسار، والسيرة والصيرورة، والحلم البهي الذي مد للواقع بناناً وبياناً، ومنح الإنسانية خير مثال ونموذج. المرأة في بلادي الزمن الذي أنجب الأحباب، وفلذات الكبد الذين أبدعوا في التضحية، وأدهشوا في بلاغة الفداء، وأبهروا في نبوغ العقل الإماراتي، وبلوغه مراتب الشرف الرفيع.
المرأة في بلادي، اليد التي لم تكشف، والنبع الذي لم يجف، والخطو الذي لم يخف، والحلم المرفوع على الأكف. وهي السقف وهي الطرف، وهي البذخ الروحي، مثبتاً على الأرض، لتعشب الأرض، وتخصب القلوب بمزيد من التفاني بلا توان المرأة في بلادي، عصا الطموحات الكبرى، بيضاء من غير سوء، وهي المدار المتطور نسلاً من بذر الأولين الذين أرووا الصحراء بالعرق، وكد الجبين، هم الأجداد وأصحاب السواعد السمر، نحتوا على التراب، ملاحم الفخر والاعتزاز. المرأة في بلادي سليلة، ذلك الوجد والجدد والوجود، هي من ذلك السعد، ومن ذلك الود، ومن ذلك الأصل والفصل، والنصل والوصل، والبذل والجذل، والجزل، والعدل، هي من كل ذلك ومن فصاحة العبارات، وأسفار المراكب، على ظهر موجة محدقة للعلا، وفي متن بحر بلل الحياة بملح السفر، نحو غايات ورايات، ولا بدايات لا نهاية لها، إلا قلب المرأة.
Ali.AbuAlReesh@alIttihad.ae