بقلم :علي أبو الريش
بالتخطيط لا بالاحتمالات، هي هكذا الإمارات طائر يفرش جناحي الحب على كل القارات، متوهجاً يرسم صورة الحاضر بإنجاز يذهل بالإعجاز، يأخذ الناس جميعاً إلى حيث تسكن شجرة الحب، إلى حيث تسيل جداول السعادة، وخصلات التسامح، تسترخي على الوجنات والجباه.. هي هكذا الإمارات، كما أرادتها القيادة، وكما أحبها الشعب الوفي، وكما فسحت السماء لها نافذة التألق.
«بالتخطيط لا بالاحتمالات»، مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في إطلاقه مؤسسة دبي للمستقبل، والمستقبل يفرد شراع البياض، ويذهب بالموجة نحو وشوشة الحاضر ورواية الماضي، ليبدو المثلث قائم الزاوية، متكئاً على قدرة الذين يحيكون من الأحلام قماشة الواقع، فيصير الواقع قميص النهار تدفئه خيوط الشمس، فيبدو كأنه السحابة الثرية تنعم برخاء النداوة والطراوة، هكذا هي دبي، عندما تأتي يصبح العشب خيوطاً لفساتين النساء، ويصير الزهر أزراراً لقمصان الحالمات في المساء، ويصير الليل عيوناً كحلت بالأثمد أحداقاً، وسورت بالحب أنساقاً، وطوقت باليسر أعناقاً، وأسست ورسخت عرفاً ومعرفة لأجل أن تصبح الدروب مضاءة بالسعادة، ممهدة بالتسامح، بالتخطيط لا بالاحتمالات.. تستطلع الجياد تضاريس حلها وارتحالها، والطير مشغول بما تبديه الأشجار من أخبار الحياة.
وهكذا تذهب الإمارات، تسافر عبر الزمن، وللزمن أجنحة ومهارات، للزمن لسانه وشفته، للزمن لغته، للزمن مشاعره، للزمن تاريخه وحاضرته، نحن الذين فتحنا كتاب التاريخ لنضيف إلى مكوناته علماً لم يسكن سواه مناطق النجوم هناك عند اللألأة، هناك عند السيمفونية الأسطورة، عند شفاف السماء الزرقاء، حيث الأسئلة بعدد النجوم ونثات الغيوم، وحيث اللهفة أبدية، من أجل أن يرقى الإنسان، ومن أجل أن يتجلى بالسندس والاستبرق، ومن أجل أن يكلل بالمجد والرايات العالية، ومن أجل أن يصير الجدار سواراً يزهو بمعصم من أسعدها الوطن، وجعلها من السالمات الغانمات بحرية لا تضاهى، وحب ولا يبارى.
بالتخطيط لا بالاحتمالات، مقولة أثرها وتأثيرها تخضب الوجدان بأجمل الألوان، وأحلى الأشجان، لأنها مقولة تطلق للفكر مساحة بسعة القارات وهامة باستقامة الجبال ورشاقة الأنهار.
بالتخطيط لا بالاحتمالات تبحر السفينة، نحو محيطات وآفاق وأحداق وأشواق لأن الأعناق موئلها السرمد والأفق الأبعد، وما بعد الأبعد، فالفكرة المتألقة مثل الهواء في كل مكان وكل الأبعاد..