بقلم : علي أبو الريش
خلال عقود البناء والتأسيس قدم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأم الإمارات حفظها الله، منارة القيم، وقيثارة للشيم، وأثمر الجهد القويم أشجاراً عملاقة على أرض الوطن، فكل ما نشهده ونلمسه من تقدم ورقي وتفان واستثنائية وتميز هو ثمرة ذلك الجهد من أب طوق الوطن بقلائد من حب وأم قلدت الأبناء بفرائد جعلت هذا الوطن يزهو بباقة الجمال ولباقة الكمال ولياقة النبل وأناقة الشهامة ورشاقة المقامة.
زايد وأم الإمارات، الأسطورة والسطور المنقوشة بحروف من نبض، أحبا الوطن فحبب الله فيهم خلقه، واليوم عندما نقرأ عن تضحيات أبناء الإمارات في ميادين الحق، كما في منابر الحقيقة إنما ذلك من وحي رجل نبيل وعضيدة نجيبة، وضعا الإنسان في مقلة العين، وعند الرمش والحاجبين وسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك كانت العضد والسند والبعد الإنساني الرهيف الذي هفهف على رؤوس الأبناء والحد الرفيع الذي سن صقاله من أجل قطع دابر أي مضلة تواجه إنسان الإمارات والاتحاد النسائي العام، هو الصرح الذي ارتفع منه صوت المرأة الإماراتية معززاً ومدعوماً من سموها، مسنوداً من إرادتها القويمة، وهذا الشأن الرفيع لم يكن ليشمخ ويرسخ لولا وجود زعيم وضع كل إمكانياته المادية والمعنوية من أجل أن تأخذ المرأة مكانتها العالية وتتبوأ مركزها الاجتماعي وتخرج من ثوب التقوقع إلى فناء الحرية المدروسة والمقننة، التي تعطي المرأة حقها في الوجود من دون أن تخدش إنسانيتها كامرأة كرمها الله حين أناط بها مسؤولية التربية وإنشاء مملكة العائلة.
زايد وأم الإمارات رافدا النهر الذي منه ارتشفت الأجيال عذوبة الحياة وسلسبيل الرخاء الروحي، فاليوم يجد ابن الإمارات نفسه بين العالمين، كائناً إنسانياً يزهو بالعز ويزدهر بالكرامة ويرفل في ثوب التميز في كل المجالات والأصعدة، كل ذلك لم يأت من فراغ وإنما هو من ذلك النبع الطيب من ذلك المحيط الصافي، من ذلك النجم الذي أضاء السماء كما لون الأرض، بأزاهير الحياة والتفوق.
زايد وأم الإمارات ألبسا الإنسان الإماراتي حلو الأساور والإستبرق والسندس، وحلقا بالوجدان الإنساني نحو غايات الفرح والسعادة، فعندما نقول إننا أسعد البشر فذلك ليس جزافاً ولا تعبيراً شفهياً، وإنما هو الواقع الذي يزخر بأسباب السعادة ويمتلئ فيه وعاء الوطن بزعفران الحب وياسمين النخوة.
زايد وأم الإمارات، اسمان أضاءا الأقمار ولونا العشب بالأخضر اليانع.