بقلم : علي أبو الريش
يوم الاثنين يوم استقبال الليوث الميامين، يوم ينصع له الجبين، ويسعد القلب وترتفع الهامات عند القمر اللجين.. يوم الاثنين كان الأبطال بين أيدي القيادة الرشيدة، في احتفاء يبعث على الفخر والاعتزاز، حيث الأسرة الواحدة تلتقي تحت سقف خيمة الود والولاء والانتماء لوطن الأوفياء.
قالها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، نعتز بتضحيات أبنائنا في ساحات العز والشرف.. هؤلاء الرجال يعودون بعد رحلة علاج، معافين مشافين، وهم الذين وقفوا في ساحات الوغى، مواجهين الموت في سبيل الحرية والكرامة، ومن أجل رفع راية النصر خفاقة على أرض اليمن، وقهر من تجبروا وتزمتوا، وأمضوا في الظلم والظلام والضلال.
المشهد الإنساني والبطولي تجلى في الاستقبال، وبانت إطلالته الزاهية، والأعناق تعانق الأعناق والأحداق تلمع بشموع الفرح، حيث الحميمية افترشت سجادة مخملية على الجباه، وأرخت شرشف الحرير عند الأفئدة. هكذا هي الإمارات، مرآة ناصعة، تعكس الصورة المثلى للعلاقة الاستثنائية التي تربط القيادة بالأبناء، فهؤلاء الرجال يديرون الوطن بعقول مزدهرة بالذكاء وقلوب زاهية بالحب، ولغة تتجاوز حدود الرسميات، وكل ما في هذه العلاقة، هي حنان الأبوة، ولهفة العشاق، بأشواق تجاوزت الآفاق.
هكذا هي الإمارات، مزروعة من أقصاها إلى أقصاها بحبل الشوق والتوق إلى تلاحم وانسجام، وإلى توائم يجعل من الأرواح روحاً واحدة، ومن القلوب واحة معشوشبة بالمودة والمسرة.. هكذا هي الإمارات، يتفوق أبناؤها على أنفسهم فيضعون الوطن عند شغاف القلب، ولذلك تجد فيهم القيادة أنهم السد والصد، والمجد والمد، أنهم الرسوخ والشموخ، وأنهم المكانة والرصانة والرزانة والأمانة، وأنهم الحلم الذي من خلاله، تزدهر الأوطان بأحلى الأوزان، وتزدان أزهار القلوب بأجمل الألوان، وتهدي الموجة للسواحل أنقى الألحان.. هكذا هي الإمارات مصنع الرجال، مرتع ليوث المراحل الصعبة، والأحداث الراهنة أثبتت أن رجال الإمارات مثال للحزم، والجزم والحسم، ولا مستحيل أمام هؤلاء النبلاء، لا مستحيل والرجال النجباء، يقفون وقفة رجل واحد ساعة الملمات.
هكذا هي الإمارات، منطقة إعشاب الأشجار العملاقة.