علي أبو الريش
يوم المرأة، يوم المجندة التي وقفت وقفة الرجال صداً وسداً ورداً لكل ما يسيء إلى الوطن، نساؤنا حفيدات نسيبة بنت كعب وخولة بنت الأزور، وغيرهما خالدات مخلدات في التاريخ.
المرأة في الإمارات سليلة الصحراء الوارفة، بالشهامة والكرامة، والعزة والرفعة، المرأة التي خلعت عباءة المنزل، مرتدية البذلة العسكرية، رداء الميدان، ميدان الشرف والبناء والانتماء، إلى وطن هيأ كل أسباب الطهارة، لتمضي المرأة في دروب التضحيات، مستدعية جل التاريخ، مستفيدة من معطيات الوطن وما وهبها من قوة الشكيمة، ونقاء الشيمة، ونخوة الأصفياء الأولياء الصالحين، الذين ارتقوا بالمرأة إلى سقف السماء، إيماناً منهم من أنها هي تراب الخطوات وترائب الشهامات، هي المرأة الكامنة في فكر أهل الوطن، وهم الخارجون من كنفها، المنتمون إلى حضنها وحصنها، الموازون لوعيها وطموحها.
ويوم 28 أغسطس، اليوم الذي أعلنته سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، للاحتفاء بالمرأة، والاحتفاء بالمجندة التي تقف في ميدان لتشارك الرجل همم الحفاظ على المكتسبات الوطنية، وطموح الثبات عند خط الانتماء، والانضواء إلى ساحة الحلم الجميل، في وطن الأوفياء.
هذا اليوم، يوم التصفيق للمرأة المجندة، لنقول لها من كل قلوبنا: شكراً لك «كفيت ووفيت» وأنت لها، أنت بنت الأرض، أم الرجال، «وبيَّض الله وجهك».
هذا اليوم، يوم 28 أغسطس، يوم للوفاء لشجرة العطاء، وزهرة الصباح، التي ألقت التحية على الوطن، من رمسة فاح منها عطر النجيبات، هذا اليوم، يوم تزدهر الطيور بأجنحة البياض، وتزهر الموجات بالنصوح، ويبارك الله في رزق الكائنات على يدي امرأة خرجت في الصباح الباكر، مودعة الأهل والأقارب، متجهة نحو ميدان السمو والرفعة، وفي قلبها أنشودة خلود لوطن أحبه الله، فحبب فيه حلقه، وجعل شعبه رجالاً ونساء يسيرون زرافات باتجاه الحقيقة، وصفاء الحق.. هذا اليوم، يوم الوطن يوم الإنسان، يوم المرأة التي من شرايينها، تدفقت دماء الوطن، لتصبح وريداً يروي القلوب بأشجى الألحان، وأعذب الأشجان.