بقلم : علي أبو الريش
خدمة الناس، هي الأساس والمتراس، هذا ما تفوهت به القيادة وتسير على نهجه وأساسه، والعيش ضمن هموم الناس، وهواجسهم وحاجاتهم ومتطلبات حياتهم. ما يحدث في الإمارات أمر استثنائي، فريد ليس له ند ولا تقليد، إنه الجوهر الصافي، النابت في الأرض، الطالع إلى السماء، المتجذر في الوجدان، المنثور عبقاً ونسقاً وصدقاً وإخلاصاً، من ذوي القلوب الزاخرة بالحب المزدهر بالوفاء والولاء والانتماء إلى الأرض وإلى الإنسان. هذا ما يجعل الإمارات مشهداً مختلفاً، لا يضاهيه ولا يماهيه في الأبعاد الإنسانية من يريد أن يقلد، لأن في الإمارات قانون حب، لأن في الإمارات قيادة استلهمت من روح المؤسس والمعلم الأول الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، كيف يكون القائد يداً تمتد، وروحاً تسد، وقلباً يجد، ونفساً لا ترد.. هذا التجانس، هذا الاندماج ما بين الكل في الكل، أعطى الإمارات لوناً كخيوط الشمس، وشكلاً كوجه القمر، وصيتاً كما الملاحم التاريخية العريقة، وعراقة كما هي الشبهانة المتجذرة في السلع، المتسلقة درجات العلا، بسلاسة مياسة، تهب الموئل للطير، وتعطي الظل للعابر والمقيم.
خدمة الناس، من جليل أفعال الذين يقولون ويفعلون، بل تسبق أفعالهم أقوالهم، ليلونوا حياة الناس بالبهجة، ويصبغوا نفوسهم بالسعادة، ويرسموا وجوههم بريشة الابتسامات التي لا تنطفئ أنوارها، ولا تخبئ جمالها. خدمة الناس في كل المواقع والصعد، جعلت إنسان الإمارات يسير على الأرض، مرفوع الرأس، واثق الخطى يمشي رياناً بالثبات، وعدم الالتفات إلى ما يحرف الخطوات في الهاويات السحيقات. خدمة الناس، المنوال والموال، إنه الإيمان بأن لا وطن غيرك يا وطن.
خدمة الناس، سحابة المطر، وموجة البحر، ولمعة السَّحر، ونبضة في الصدر، ترفرف أجنحة هفهافة شفافة تشيع في الوجود وجداً، وفي الآفاق مجداً، وتمنح الوطن من أهداب الغاف الجليل، قماشة النهار، ملونة بالفرح، مزخرفة بالنجوم، وما جاشت به أفئدة الخالدين، من رجال عاهدوا على الوفاء فأوفوا، واستوفوا، فكانت الإمارات.. كانت البلد والسند والعضد، والمدد والمد والمدى، تقف دوماً إلى جانب الحقيقة من أجل إحقاق الحق، وإزهاق الباطل، ودفع الظلم والضيم، ومجابهة كل مخاتل وعاطل ومماطل.
خدمة الناس، هي المسافة ما بين القائد والناس، مزروعة بالثقة، منحوتة بالتواصل الفطري، الذي لا تحكمه نظرة أو شعار إنما هي النفس الزكية، والروح الصافية، والقلب الذي أصبح لكون الوردة الزاهية تمنح عبيرها من دون تفريق أو تمييز بين لون أو دين أو عرق.
خدمة الناس، متعة القلوب العاشقة لفن العطاء، المتفانية من أجل وطن، ليبقى دائماً عند الشاهقات في السماء.