بقلم : علي أبو الريش
القمتان الخليجيتان «المغربية - الأميركية»، قمتا القمم بصوت واحد أشم لتحديد القواسم ورسم صورة مثلى، تقف منعطفاً ضد من يسوف ويخوف وينسف ويعسف ويكسف ويخسف ويرجف ويجعف.. قمتان في واحد، هدف لا حياد عنه ولا انحياز دونه، أمن المنطقة وسلامها، وعيشها الرغيد، وقيمها التي لا تقبل المساس من أي كائن كان، لأنها قيم الإنسان والحضارات التاريخية التي مرت على هذه الأرض المقدسة.
عند ضفاف المملكة وتحت ظلال أشجارها الوارفة وبحضور ثوابت سياستها الراسخة، يصير للأهداف السامية منطقة واسعة، يسكنها عشب الفرح، مدعوماً بصلابة الموقف وجسارة العزيمة وحزم الإرادة ووضوح الرؤية، وبهذه المعاني نحن أبناء هذه المنطقة العزيزة، لا يدهشنا أبداً أن يحضر زعيم الدولة الأعظم في العالم، ليسمع ويقول ويدور الحديث حول قطع دابر الإرهاب وكبح جماح من يدعمه أياً كان من فرد أو دولة، لأن قادتنا على قناعة من أن منطقة الخليج العربي غير قابلة أبداً لتسييل الأوهام التاريخية والأساطير الخرافية التي احتلت منطقة واسعة من عقول الواهمين الذين ما زالوا يعيشون مراحل ما قبل التاريخ وقبل نشوء العقل المستنير.. قمتا الرياض هي خيط الحرير الذي منه سوف تتم حياكة قماشة النهار العربي، ومنه أيضاً سوف يغزل أهلنا وريقات الورد ليشم العالم أجمع معنى أن يكون الناس جميعاً وروداً تنثر الحب من غير شروط، وتهدي الكون عبق الحياة من دون تخريف أو تحريف.
هكذا نحن أبناء الخليج العربي قادة وشعوباً تربوا على احترام الآخر بشرط ألا يخرق مواثيق وسنن الكون، وأن يقف دوماً عند حدود منطق العقل، وألا يخضع عبداً لثيمات عقائدية أو عرقية، وضع عنوانها كائن بغيض، خان الله والضمير لتحقيق أغراض عدوانية عدمية عبثية، الهدف منها تحويل بستان الناس جميعاً إلى غابة مسكونة بمخالب الوحوش، فما بين وردة البستان ووحش الغابة كما هو الفارق ما بين الحب والكراهية.
قمتا الرياض هما هذا الجدول الرقراق الذي منه وبه سوف توضع القطرات على شفتي الصحراء، لتنبت الأشجار من جديد، وينمو العشب ويذهب الإرهاب ومن يدعمه ومن يسقيه بماء المحرمات إلى الجحيم، وإلى نهايته الموعودة.. ومهما حصل ومهما بدا من بعض الهنات المؤذية، وفي أحيان مختلفة، فإن قادة الخليج العربي هم الأساس والمتراس، هم قادرون على إعادة الأمور إلى نصابها، وهذا ما تفهمه أميركا، وهذا ما تركز مصابيح سياستها عليه، فالخليج العربي خط أحمر لا يقبل الألوان الأخرى، وليفهم من في عينيه غشاوة، وفي عقله زلل.