بقلم : علي أبو الريش
مؤسسة خليفة بن زايد في البداية مصابيح نور، وأشرعة أمل، وموجات توشوش في أسماع العالم ليصغي إلى أنين الذين قذفتهم رياح الألم عند ناصية العوز.
ومنذ 2007 كانت الانطلاقة باتجاه زراعة الأحلام الزاهية في عيون من تعبوا، ومن سغبوا، ومن عبسوا، ومن انحسر عن مراكبهم محيط الأيام، وانطفأت النجوم أضواؤها، وأغلقت الحياة نوافذها في عيونهم، فكانت مؤسسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، في قلب الحدث الإنساني، في صلب المشهد، ورجال المواقف الصعبة، فرسان الإمارات، جياد الفوز يمدون أيادي الخير، أشرعة تسافر بالمحتاجين إلى مرافئ الأمان والعيش الرغيد، والحياة الهانئة.
منذ التأسيس والمؤسسة المباركة تخلد في ذاكرة العالم بمشاريع تنموية، وخدمات علاجية، ومساعدات مالية، ومساهمات في رفع مستوى المعيشة في بلدان جرفها التدني الاقتصادي عند حافة الشظف.
وقد اتسعت خطوات المؤسسة في رفع الضيم عن شعوب العالم، فتشمل مشاريعها مساعدة اللاجئين الفلسطينيين في مخيم عين الحلوة في لبنان، واستفاد منها ألف أسرة، ومدينة الحسين للسرطان بتمويل من صندوق أبوظبي للتنمية بقيمة 9.2 مليون درهم، ومشروع بناء المستشفى الباكستاني الإماراتي، والذي بلغت تكلفته 108 ملايين دولار، ويضم هذا المستشفى 1000 سرير، ويستقبل 6000 مراجع يومياً. ودعم الطاقة في اليمن، وإقامة الأعراس الجماعية في داخل الدولة وخارجها. ومشاريع تمتد على مستوى العالم ومن دون تمييز، فكل ما تصبو إليه المؤسسة، هو تنفيذ توجيهات رئيس الدولة وتلبية طموحات القيادة في مساعدة الشعوب المكلومة، وبسط يد الرخاء للمحتاجين، وتأمين الحياة الكريمة وتأمين مستقبل أطفال العالم إيماناً من القيادة الرشيدة، بأن سعادة الآخرين، هي طريق لشعورنا بالسعادة، فنحن جزء من هذا العالم، وما يسعده يسعدنا، وما يضره يضرنا.
هذه الرؤية الثاقبة، وهذه النظرة الشفافة، وهذه القلوب المزروعة بالحب، هي التي وضعت الإمارات على رأس القائمة بالنسبة للدول الداعمة لأحلام العالم، هذه السجايا الطيبة والنوايا المرصعة بالبياض، هي التي رسمت صورة الإمارات المشرقة في عيون شعوب العالم، هذه الفطرة العفوية، هي التي صنعت مجد الإمارات وعزها وقامتها العالية.
هذه هي أخلاق أبناء زايد، وهذه هي قيم الأوفياء الذين لا يغض لهم طرف، وفي العالم إنسان يتلظى ألماً أو يتأوه جوعاً، هذه هي المبادئ التي رسخها المغفور له الشيخ زايد، لتصبح ديدن الأبناء والأحفاد. المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن الاتحاد