بقلم : علي أبو الريش
اللقاءات على موائد الحب، في كل المناسبات، هي قيم استثنائية يتفرد بها قادة بلادنا وشعبنا، هذه الروح، هذه الصروح، هذه سيمفونية الصحراء، تلقي بالنغم الجميل عند شفاف الوطن ليبدو بستان الهوى، يرفرف بفستان الفرح، هذه ملحمة السواحل المضاءة ببياض الموجة، الملونة بزرقة الماء، المسكوبة وعياً في ضمير الإنسان، الواثبة سعياً باتجاه وطن ومداره الحلم، وأفقه الإحساس المرهف والشعور بأهمية أن تلتقي الأكتاف وتتصافح الأعين وتمتد الأيدي، كأنها الأشرعة تهفهف على أشواق وأحداق، وأعناق، باتت تسمق كالرايات وتبرق كالنجوم الساريات، وتشرق كخيوط الشمس الحادبات.
يلتقون ويملؤون وعاء القلب بالسعادة، لأن في جباههم صفحة مبهجة من صفحات التاريخ العريق، ولأن في عيونهم تسبح طيور الأمل، لأن من أحاديثهم، تنطلق سحابات المطر، فيزخ ترابنا بعشب النمو، وأزهار التألق وأشجار التأنق، يلتقون وفي كل لقاءاتهم تسطير لمجد جديد وعهد يجدد الوعد بأن تبقى الإمارات دوماً الجدول والجديلة المنهل والفضيلة وبوح الصحراء ونخلتها الأصيلة.
يلتقون، وفي لقاءاتهم يتصدر المشهد وجه الغائب الحاضر، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه وأدخله فسيح جناته، وفي المشهد نفسه تشعر أنت المتابع أنك في الحصن الحصين، والحضن الأمين وأنك في القلب مجراك وفي السهب مسعاك، وفي الشهب مرماك، وأنك في الحياة مستثنى دون الشعوب بهذا المجد المجيد، والوطن السعيد، والتاريخ التليد، لأنك حباك الله، بقيادة استولى عليها الحب، فأصبحت كحقل الزهور، يعطي الحب بلا منة أو تمييز، يعطي بسخاء الفطرة الإنسانية وغريزة الصحراء يلتقون والحب ثالثهما، الحب مثوى العشاق المخلصين مأوى الذين يضعون الإنسان ما بين الرمش والرمش، الذين يرفعون الوطن عند قامات النجوم.
يلتقون، وابتسامة الوفاء، تزهر على الوجوه وتثمر وعداً، وعهداً، بأن نحافظ جميعاً على هذا الوطن، ونفديه بالأرواح ونحميه من كيد الظالم والمفتري والحاقد والمعتدي.
يلتقون وهم الاستثنائيون في لقائهم وعطائهم وسخائهم وانتمائهم ووفائهم وصدقهم وإخلاصهم، لأنهم جميعاً نشؤوا في مدرسة زايد الخير وتربوا على قيمه العالية، وشيمه الرفيعة وفطرته الصافية النقية.
يلتقون وهم المغردون في سماوات الله باسم الإنسانية ووحدة المصير، وباسم السلام العالمي، والعيش الكريم لكل شعوب الدنيا، ومن أحلام أزهى من وجه الصباح.