العصبية عصاب قهري «2  2»
آخر تحديث 03:46:18 بتوقيت أبوظبي
الخميس 6 آذار / مارس 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

العصبية.. عصاب قهري «2 - 2»

العصبية.. عصاب قهري «2 - 2»

 صوت الإمارات -

العصبية عصاب قهري «2  2»

علي ابو الريش
بقلم - علي ابو الريش

التاريخ العربي مليء بأضغاث الأحلام، ومزدحم بالصور الخيالية، وأوهام ما قبل النوم.
التاريخ العربي طافح بأعراض العصاب القهري، ولا زال يضخ ملحه قبل مائه في الوجدان. منذ أن نزل الإنسان عن الشجرة، وتلقف أول ثمرة ناضجة سقطت لتوها من لب الغصن الرطيب، بدأت الفكرة الجهنمية تدور في الذهن، وبدأت تتحرك باتجاه الأنا وليس الـ «نحن»، الأمر الذي جعل من الخوف من الآخر أمراً مبرراً، وحجة دمغت ختمها في الروح.
نتحدث عن الإنسانية، ونضرب مثالاً بالروح العربية المختلة، والمحتلة من جهة عدوان العصاب القهري، الذي امتلك زمام السطوة، والسيطرة، على النفس، وصار يقود مراحل التاريخ على أساس الأنانية، والتمحور حول الذات.
ولكن هذه الأنانية لم تكتف في عزل الإنسان عن الآخر، بل امتدت مخالبها إلى الذات نفسها، فبدلاً من أن يبني الإنسان العربي علاقته الصحية مع الآخر، انزوى يبحث عن ذاته في ذاته، ولما أصبحت هذه الذات من الصغر بحيث لا ترى بالعين المجردة شعر هذا الإنسان بالخذلان، فانكفأ أكثر وأكثر، ومزق قميص العلاقة ليس مع الآخر فحسب، بل مع بني جنسه، واستمر البحث عن الذات المصغرة، وشيئاً فشيئاً، فصارت الدائرة الكبيرة والتي هي الوطن الكبير إلى وطينات، والوطينات تحولت إلى جزر صغيرة فاصغر، وأصغر، حتى أصبح الفرد الواحد يمتلك في داخله وطنه الخاص، وقد يكون هذا الوطن متمثلا بطائفة، أو أسرة، أو لون، أو أي فئة تتوافق مع متطلبات الأنا العصبي.
اليوم عندما نتأمل اللوحة التشكيلية التي غطاها غبار العصاب القهري، نرى ما قد تؤول إليه العصبيات من تشققات، في القماشة، وما قد يفصح عنه هذا الانتماء العصبي إلى تيارات، تستهلك نفسها في شعارات باهتة، وأطروحات لا تخدم إلا قضية الشخص العصابي، والتي في نهاية الأمر، تطيح به، وتدمر مشروعه الانعزالي لأنه ما من متعصب إلا ويقع في شر عصابيته، وما من مريض بالعصاب القهري، إلا وينتهي به المطاف إلى منازل المرضى في مستشفيات المجانين.
ينبغي ألا نغلق النوافذ، وألا نحكم الأقفال على أنفسنا، وندع غبار العصاب القهري، يخنق أنفاسنا، ثم ندعي بأن الآخر يريد انتهاكنا، والاعتداء على حقوقنا.
نحن ننتصر بتصالحنا مع الآخر، وننهزم، بعدائنا السافر لكل ما يخالف وجهتنا. أعتقد أن الانتصار المطلوب ليس على الآخر، وإنما هو على النفس، عندما ننتصر على أنفسنا، نستطيع رؤية الواقع كما هو، وليس كما يصوره لنا عقلنا المصاب بالعصاب القهري، والذي يأخذنا إلى عصبيات، القهر، والعزلة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العصبية عصاب قهري «2  2» العصبية عصاب قهري «2  2»



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة - صوت الإمارات
احتفلت الملكة أحلام قبيل ليلة عيد الحب بعيد ميلادها في أجواء من الفخامة التي تعكس عشقها للمجوهرات الفاخرة، باحتفال رومانسي مع زوجها مبارك الهاجري، ولفتت الأنظار كعادتها باطلالاتها اللامعة، التي اتسمت بنفس الطابع الفاخر الذي عودتها عليه، بنكهة تراثية ومحتشمة، دون أن تترك بصمتها المعاصرة، لتتوهج كعادتها بتنسيق استثنائي لم يفشل في حصد الإعجاب، ومع اقتراب شهر رمضان المبارك دعونا نفتش معا في خزانة المطربة العاشقة للأناقة الملكية أحلام، لنستلهم من إطلالاتها الوقورة ما يناسب الأجواء الرمضانية، تزامنا مع احتفالها بعيد ميلادها الـ57. أحلام تتألق بإطلالة لامعة في عيد ميلادها تباهت الملكة أحلام في سهرة عيد ميلادها التي تسبق عيد الحب باحتفال رومانسي يوحي بالفخامة برفقة زوجها مبارك الهاجري، وظهرت أحلام بأناقتها المعتادة في ذلك ا�...المزيد

GMT 11:03 2013 الثلاثاء ,20 آب / أغسطس

دار الكتب الإلكترونية تصدر "رجل مدخر"

GMT 06:38 2015 الخميس ,12 آذار/ مارس

البيج يقتحم حقائب المرأة في صيحة موسم 2015

GMT 08:12 2015 الأحد ,18 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "غوغل" الأميركية تطلق مشروعًا يحارب حظر الإعلانات

GMT 06:40 2014 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

لينوفو تطلق هاتفًا ذكيًا بسعر لا يتجاوز 100 دولار

GMT 17:01 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

دراسة تُؤكّد أنّ تلوّث الهواء يرفع الإجهاض

GMT 15:41 2018 الجمعة ,28 كانون الأول / ديسمبر

أمل مصطفى تكشف عن أخر صيحات ديكور "الكريسماس"

GMT 23:03 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

"تويتر" تكشف عن دور التدخل الأجنبي في بث الأخبار الكاذبة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates