طرائق

طرائق

طرائق

 صوت الإمارات -

طرائق

علي ابو الريش
بقلم - علي ابو الريش


الناس طرائق، وتضاريس، بعضها وعرة إلى حد الانسداد، وبعضها سهلة كأنها النجود. عندما يتحول الفرد منّا إلى حفرة سوداء، فإنه يعيقك، ويعرقلك، ويحيق بك، ويمنعك من الوصول إلى ماء النبع.
عندما يكون الفرد مثل غابة موحشة فإنه يخيفك، ويملؤك بالفزع من مخلب ما قد يبرز من بين أحشاء الغابة. عندما يصير الفرد مثل موجة عارمة، فإنه يجزعك، ويرهبك، ويطيح مركبك، ويغرقك في أعماق سحيقة لا قاع لها. عندما يصبح الفرد شوكة في الخاصرة، فإنه يؤلمك، وينتزع النوم من بين جفونك، ويسهرك، ويقلقك، ويزعجك، ويجعلك مثل فراشة حائرة، تحوم في جوف زجاجة مغلقة.
عندما يرتاب الفرد من الحوار مع الآخر، فإنه يصبح مثل عربة خربة، لا تبارح مكانها، وتظل هامدة، جامدة في مكانها، بينما عجلة الزمان تدور، وتلف لفيفها، عندما يبدو الفرد مسافة بين قارات متنائية، فإنه يفصلك عن العالم، ويجعل من عقلك مثل قشّة على ظهر موجة.
عندما يبدو الفرد مثل سلحفاة، تبحث عن الماء في محيط يختبئ خلف جبال من الوهم، فإنه يمحقك، ويسحق فيك الأمل، ويجعل حياتك صحراء قاحلة، لا فيها ماء ولا زرع، إنه يأخذك إلى تصحر يتلوه تصحر، وما بعد التصحر تنمو فيك أعشاب شوكية، توخز فيك ضميراً، يبدو مثل إسفنجة، تمتص الماء ولا يصيبها البلل.
عندما يبدو الفرد مثل نخلة بلاستيكية، يجعلك تتأمل ما بعد الفراغ، يجعلك تنتظر كثيراً من اللاشيء بأن يمنحك شيئاً. عندما يتحول الفرد إلى لغة غامضة، يجعلك تتحدث مع أصم، أبكم، أعمى.
عندما يتحول الفرد إلى حكاية خرافية، يجعلك تقرأ قصة، ليس لها ثيمة، ولا هوية، ولا معنى، يجعلك تمارس الحديث مع النفس في لحظة إغماءة.
عندما يتحول الفرد إلى فقرة ضائعة يجعلك تبحث عن فقرة في عمودك الفقري، تجشّأت عظمتها. عندما يتحول الفرد إلى زائدة دودية، يرغمك على السعي للتخلص من آلامها. عندما يتحول الفرد إلى حبة رمل تحت الجفن، فإنه يعميك، ويدميك، ويمنعك من النظر إلى الوجوه كما هي. عندما يتحول الفرد إلى شوكة في قاع القدم، فإنه يعرقل ذهابك إلى الحقيقة، إنه يعيق مشيتك، فتضطر للتقوقع، والبحث عن مكان الألم، ولكن في هذه الحالة، تكون القافلة قد شربت من الماء العذب، وبقيت أنت تلحس الحثالة.
عندما يتحول الفرد إلى عجل له خوار، فإنه يشوه فيك حاسّة السمع، ويمنعك من التذوق، يمنعك من التشوق إلى جمال الأشياء.
عندما يتحوّل الفرد إلى كتلة من جحيم الأوهام، فإنه يطفئ الأنوار في وجهك، ويجعلك تهيم في الظلمات، ولا ترى سوى شبحك. عندما يتحول الفرد إلى قشرة متعجرفة، على صفحة محيّاك، فإنه يغبش مرآتك، ويحوّلها إلى جدارية بلهاء قاتمة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طرائق طرائق



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 00:23 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 08:23 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 20:55 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الهجرة الكندي يؤكد أن بلاده بحاجة ماسة للمهاجرين

GMT 08:24 2016 الأحد ,28 شباط / فبراير

3 وجهات سياحيّة لملاقاة الدببة

GMT 03:37 2015 الإثنين ,08 حزيران / يونيو

عسر القراءة نتيجة سوء تواصل بين منطقتين في الدماغ

GMT 22:45 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

استمتع بتجربة مُميزة داخل فندق الثلج الكندي

GMT 02:49 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

ليال عبود تعلن عن مقاضاتها لأبو طلال وتلفزيون الجديد

GMT 04:52 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

"هيئة الكتاب" تحدد خطوط السرفيس المتجهة للمعرض

GMT 04:47 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

شادي يفوز بكأس بطولة الاتحاد لقفز الحواجز

GMT 18:39 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أجمل الأماكن حول العالم للاستمتاع بشهر العسل

GMT 17:16 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

وعد البحري تؤكّد استعدادها لطرح 5 أغاني خليجية قريبًا

GMT 05:14 2018 الخميس ,04 تشرين الأول / أكتوبر

إيرباص A321neo تتأهب لتشغيل رحلات بعيدة المدى
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates